رسالة اليوم الثامن والثلاثين من الاعتقال التعسفي الى ولدي عمر.
رسالة اليوم الثامن والثلاثين من
الاعتقال التعسفي الى ولدي عمر.
تحية الحرية والكرامة ياعمري.
تحية الحرية التي تتعرض للانتهاك وتُعرًِض معها سمعة المغرب والمغاربة لمزيد من الخدش الحقوقي أمام انظار العالم، في ظل هذه الجائحة التي كان عليها أن تكون حافزاً لتضامن واسع من الدولة الى كل المواطنين.
لقد دخل إضراب ،المعتقلين، عن الطعام مرحلة خطيرة اهتز لها برلمانيون أوروبيون ، راسلوا السلطات المغربية طالبين منها التدخل لإنقاد حياة هؤلاء المظلومين .
كما انتفضت هيئات حقوقية وطنية ضد تعنت السلطات في فتح حوار مع المضربين وتلبية مطالبهم العادلة وفتح أبواب السجون ورفع حالة الاحتقان العام التي تخيم على البلد منذ سنوات.
والسلطات لم تحرك ساكناً وتتجاهل نداءات العائلات والمواطنين كما لو أن المضربين أعداء للوطن .
تحية الكرامة التي أصبحنا نفتقدها من جراء التنكيل ونهج العصا الغليظة في وجه مطالب الشعب وقواه الحية من تعليم جيد وموحد ومجاني، ومن أجل علاج ناجز لجميع المواطنين وخصوصاً الفقراء منهم ، ومن أجل شغل يحميهم من لظى الجوع والتشرد .
أنا لا أرضى أن أرسم عن وطني هذه الصورة المخدوشة والحالكة ولكن السلطة الحاكمة هي من تمدنا بصباغة سوداء تمنع عنا رؤية ألوان الأمل الزاهية .
كم كان يكلفها لو طوت هذه الصفحة السوداء وفتحت المجالات لعقول المغاربة بحرية تسمح بانطلاق نقاش عمومي تنخرط فيه نخب المجتمع الغيورة ويكون الصراع السياسي منتجاً لأفكار تخرج المغرب من أزماته العميقة؟
لنتصور بسذاجة ،ربما، من يكون الرابح في هذه المعركة الحقوقية ؟
أقول إن الرابح سيكون الوطن .
وإذا كان المخزن يقدم هيبته على كل ما يحصل الآن، عليه أن يقدر الثمن الباهظ الذي سندفعه جميعاً لو استمرت هذه السياسة.
نم قرير العين ياولدي ما دامت عيون أحرار المغرب لا تنام وسلامي لسليمان والحرية والكرامة لكل المعتقلين ومتمنياتي للمضربين أن تتحقق مطالبهم ويوقفوا اضرابهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق