جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

ملف الصحراء أكبر من المزايدة والمتاجرة

 ملف الصحراء أكبر من المزايدة والمتاجرة

--------------------------------------------------
ليس مشكلة أن يزايد عديد من "الديموقراطيون" باسم الوطنية وحب الوطن ويدافعون عن موقف مغربية الصحراء ، فهذا حق مكفول لا يناطح فيه عنوان من الديموقراطيون . لكن المشكلة هي أن يعطوا أنفسهم حق الزعم بأن حزب النهج الديموقراطي "كافر" بالوطن ومارق عن الوطنية بخروجه عن الإجماع حول مغربية الصحراء ، وهذه دسيسة سياسية لوأنهم لايعلمون .
وليس مشكلة أن يطفو "تجار" الوطنية الصغار ويملأون الصفحات الورقية والفضاءات التواصلية بالدفاع عن مغربية الصحراء ، فمعلوم أن هؤلاء التجار الصغار ينتعشون بالدورات في فلك كل ما يصدر عن السلطة ، إلى درجت أنها إذا عطست يكحون ، فهم يترزقون الله في جرائدهم وفي جمعياتهم بإكراميات السلطة وبغض البصر عن كل مايغنمون ( بقع ، كريمات، أظرفة، بونات ، إشهارات...) . المشكلة أن يصل الغباء بهؤلاء إلى "تخوين" النهج والادعاء بأنه باع روحه للشيطان كما كانت تردد محاكم التفتيش بأرض المسيح في الأزمنة السوداء.
طيب لنعيد طرح أسئلة واضحة لعل ملف الصحراء يتضح كما استوعبه مربع القرار .
القول بمغربية الصحراء بشكل مطلق ، يعني أنه من واجب السلطة خوض حرب ضروس مقدسة لاسترجاعها ، وإرجاعها لحيز الوطن ؛ وهذا مالم تلجأ إليه السلطة ، وهذا أيضا مالم يقله لا المزايدون من الديموقراطيين ولا المتاجرون من تجار الوطنية الصغار .
إن مقتضى الاعتقاد المطلق بمغربية الصحراء مجاليا يعني القطيعة مع الصحراويين الذين "يطالبون بالاستقلال عن المغرب" والدخول معهم في حرب حتى استرجاع الثلث الذين يتبعون فوقه ، وهذا الخيار مكلف ، ربما تجار الحروب المرتبطين بالمنطقة يعملون مافي وسعهم لتشتعل الحرب ، وتتحول الصحراء برمتها إلى ليبيا أو سوريا لاقدر الله .
بينما السلطة فضلا عن وعيها بجسامة تكلفة الحرب وخطورة نتائجها اللامتوقعة جعلتها تمسك العصا من الوسط ، وبالتالي اتخاد خيار اللاحرب واللاسلم ؛ اللاسلم بترويج خطاب الصحراء مغربية داخليا ، واللاحرب عبر الإقرار في المنتديات الدولية وفي اعترافها بشرعية الاستفتاء ، وفي تدبيرها المستقطب للأعيان والمتحمل لكلفة استقرار المعيشة بالمنطقة ، واتفاقاتها مع جبهة البوليزاريو بوقف إطلاق النار ، وبالتالي التعامل دوليا على أساس أن الصحراء منطقة متنتزع عليها .
فماهو موقف النهج الديموقراطي ليتكالب عليه بعض الديموقراطيين ويشن عليه حرب الاخوين بعض من المتاجرين الصغار بالوطنية .
موقف النهج كما هو معلن هو كالتالي :
” الدعوة إلى حل سلم بين الأطراف المتنازعة حول الصحراء للوصول إلى حل/ مخرج متوافق عليه" هنا ينحاز النهج إلى السلم .
ولايتعلق الأمر بوحدة الأرض /الوطن ولاهم يحزنون.
فعندما تخلى الملك محمد الخامس عن قبائل شنكيط ، وعندما اعترف الملك الحسن الثاني باستقلال موريطانيا تم ذلك على أساس معطى أساسي ، هو المعطى الذي تترافع عنه الدولة للدفاع عن مغربية الصحراء ، وهو أو علاقة السكان في "الحدود والثخوم" لم تكن مبنية على "الوطن المجال" بل كانت قائمة على "عقد البيعة" ، خصوصا أن فترة ماقبل الاستعمار كانت فيها أغلب القبائل في الثخوم قبائل متنقلة تعتمد الرعي لا الفلاحة في نشاطها الاقتصادي.
خلاصة القول إن المزايدين والمتاجرين ، لايدركون أنهم يدافعون عن موقف إدخال المغرب ٱلى غمار حرب مستنزفة للمنطقة ماديا وبشريا ، ولا يعون أن السياسة لاتقبل ب"لعب الدراري الصغار".
وموقف النهج الديموقراطي يبقى سواء تم الاتفاق معه أم مخالفته حقا سياسيا لايستدعي هذه الحزمة من التكفير والتخوين التي لن تعدو عن رصاصات طائشة أخطأت الزمن والعنوان .
منقول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *