«الشيوعي هو قائد»
«الشيوعي هو قائد»
لا يكفي أن يعمل الشيوعي جيداً لوحده فقط، ولا يكفي أن يكون قدوة شخصية في النضال النشيط والمتفاني من أجل تشييد المجتمع الجديد. إن الشيوعي هو قائد، مدعو إلى تنظيم الجماهير وتوضيح سياسة الحزب لهم، وعليه أن يكون منظماً وداعياً دوماً وفي كل مكان. إن الشيوعي هو شخص في الطليعة، وهذا لا يعني أنه يسير في الأمام بكل بساطة ويدل الآخرين على الطريق، بل عليه أن يقود الجماعة وأن يكون منظماً للنجاح العام.
ولكي يقوم الشيوعي بهذا الواجب بنجاح عليه أن ينطلق دائماً وفي كل مسألة من المصالح الطبقية ويسترشد بالتعاليم الماركسية اللينينية وسياسة الحزب. إن الشيوعي مدعو إلى بث الدعاية للقيم الشيوعية عن عقيدة وحماس وتنفيذ القرارات الحزبية بثبات ومبدئية وتكريس كل قواه لتحقيق ذلك. هذا هو موقف عضو الحزب.
إن الإيمان بالقيم الشيوعية ينبغي أن يضطرم في أعماقه كاللهيب الذي لا ينطفئ. على هذه الصورة كان لينين. وإليكم ما كتبه عنه وليام هالّاخير، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في بريطانيا العُظمى: " عندما كنتُ أفكر بلينين لم أستطع إلا أن أفكر بالثورة وضرورة تقديمها إلى الأمام مهما كلّف الأمر. وإظن أن هذا الأمر هو السمة الأساسية لعبقرية لينين العظيم: إنه لم يفكر في نفسه قطعاً وكان يُجسّد النضال بصورة حيوية، وكان يُلهم الناس بإيمانه العظيم أينما حلّ ".
إن الإنتماء إلى الحزب يتنافى مع عدم التوفيق بين الأقوال والأعمال، بين الإيمان والواقع. لا ينبغي أن يتّسم الشيوعي "بازدواج الشخصية"، فيعلن موافقته، مثلاً، على وجهة النظر التي تمت صياغتها بصورة جماعية، بينما يتمسك في "أعماق" نفسه بوجهات نظر أُخرى. ومن الطبيعي أن وحدة الأفكار والأعمال ليست من السمات التي تولد مع الشخص، إنها تتكون في عملية الإشتراك الفعال في حياة الجماعة الحزبية والحزب كلّه وإتقان النظرية الثورية بصورة عنيقة.
إن ذلك الشخص الذي يكون قدوةً في علاقته الشيوعية نحو العمل ويتّسم بأخلاق سامية ولا يفتخر بمركزه ويكون بسيطاً في الحياة ويهتم بالناس ويعتني بهم عناية الشيوعي هو الذي يكون محل احترام الناس. إن الذي يستطيع تربية الآخرين هو ذلك الشخص المسلّح فكرياً والذي يتقيّد بمبادئ الأخلاق الشيوعية المقدسة ويجعل المصالح العامة فوق مصالحه الشخصية.
ميخائيل ستيبيتشيف - «الأصول اللينينية في حياة الحزب ومبادئ القيادة الحزبية»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق