في الذكرى السادسة لرحيل المناضل أحمد طيفور*الرفيق حسن الصعيب*
في الذكرى السادسة لرحيل المناضل أحمد طيفور
عرفت الرفيق أحمد طيفور كمناضل جسور في طرح القضايا المجتمعية والسياسية والثقافية ، ساعده في ذلك تملكه وإتقانه عدة لغات أجنبية و سفره الدائم للعواصم الأوروبية التي ينهل منها معارفه المتنوعة، وعندما يحل بالبيضاء قادما من أسفي ، كنت أرافقه صحبة فقيد اليسار رؤوف فلاح إلى حانة " لاكنكورد" التي كانت مشتلا لتجميع الأفكار وتبادل الآراء بروح عميقة ونقدية ، وفي جلساته كان يمتعنا بما جادت به قريحته حول جملة من المتغيرات التي تمس التكنولوجيا والمعلوميات وسوسيولوجيا المعرفة التي استقاها من قرائته النهمة لعدد من الكتب والمجلات المكتوبة بلغات مختلفة، إسبانية وبرتغالية ويونانية وإنجليزية ، وكان يفاجئنا بالحكي المطول عن استطلاعاته في اليونان لما اندلعت أزمة الديون وبروز جبهة سيريزا كقوة يسارية جديدة فائزة في الاتخابات البرلمانية، ونفس الأمر عند الحديث عن بروز حركة يوديموس بإسبانيا وحزب العمل ببلجيكا، وكانت دائما جلساتنا هاته تنتهي بتجديد الرغبة بمعاودة مثلها في قادم الأيام، ورغم معاناته المستمرة مع داء السكري ، فلم يكن يشتكي ، بل كان يقاوم في صمت ، ولا يتردد في تقديم الدعم سواء كان معنويا أو ماديا في الإطارات الجماهيرية التي كان يناضل فيها ، فضلا عن دوره الاستشاري في إعلام النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. حقا فقد اليسار المغربي بصفة عامة والنهج الديمقراطي بصفة خاصة مناضلا في عز عطائه الثقافي والسياسي وتوفي في مقتبل العمر نتيجة مضاعفات داء السكري، وبهذه المناسبة الأليمة أجدد تعازي الحارة لعائلته ورفاقه وأصدقائه ، وسأظل مدينا له بأجمل اللحظات وأمتع الجلسات التي كانت تمنحني قوة دفع وطاقة جديدتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق