جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

كيف ستواجه القوى الوطنية المغربية التطبيع مع العدو الصهيوني؟ التيتي الحبيب

نشر هذا المقال في العدد 22 من مجلة الهدف الرقمية

في البداية دعوني اوضح امرين:

الأمر الأول: ان القوى الوطنية المغربية كانت في مواجهة مع العدو الصهيوني وكل محاولات اختراقه للساحة المغربية، وكان راجحا لهذه الحركة المناضلة ان النظام المغربي الرجعي هو شريك مع الكيان الصهيوني في عدة مؤامرات في السر وفي العلن.

الأمر الثاني: في ظل صفقة القرن ووليدها الاخير ترسيم العلاقات بين النظام المغربي والكيان الصهيوني برعاية الرئيس الامريكي اليميني الارعن ترامب، ظهرت مستجدات على الساحة المغربية تجلت اساسا في ربط التطبيع باعتراف ترامب بمغربية الصحراء الغربية، وثانيا توظيف حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإخواني في تسويغ واقرار والدفاع على التطبيع، مسنودا بكمشة شوفينية تعتبر نفسها غير معنية بالصراع الفلسطيني الصهيوني.

بعد هذا التوضيح لا بد ان نقر بأن ما يقع بالمغرب من تطبيع وترسيم للعلاقات بين الدولة والمغربية والكيان الصهيوني جاء في شروط خاصة استغلها النظام؛ وهي كون الشعب المغربي وقواه الحية جد منشغلة بأثر ووقع جائحة كورونا التي اثقلت كاهل الجميع نظرا لتعمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية، ومن جهة اخرى سعي الادارة الامريكية برئاسة ترامب الى جر انظمة شمال افريقيا الى صفقة القرن وكأننا امام لعبة ضومينو  بدأت احجارها تتساقط في الخليج لتمر من السودان وتصل الى المغرب وباقي دول المنطقة.

يحاول النظام المغربي التسويق الى سياسته الخيانية عبر مدخلين:

+ المدخل الاول: استغلال الازمة الاقتصادية والاجتماعية والتي بات بموجبها اكثر من 20 مليون مواطن ومواطنة يعيشون في الفقر والجوع ولذلك يتم الترويج لخطاب ديماغوجي يعتبر ان صفقة القرن ستجلب الاستثمارات الهائلة وستتدفق المشاريع المدرة للدخل وللعمل وبان اليهود الصهاينة ذوو الاصول المغربية سيلعبون دورا تاريخيا نظرا لعلاقاتهم بالدولة المغربية. طبعا هذا هو نفس الخطاب الذي قيل في مصر ايام السادات وفي الاردن ايام اتفاقيات وادي عربة. عكس ذلك تذهب كل التحاليل الرصينة الى أن المستفيد من فتح العلاقات مع الكيان الصهيوني هو اقتصاد هذا الكيان وتدفق منتجاته على السوق المغربية، والاهم من كل هذا، اختراق النسيج المجتمعي وضرب كل ارادة للتحرر الاقتصادي والسياسي من قبضة النظام الرجعي وهيمنة الامبريالية والصهيونية وعزل الشعب المغربي عن حليفه في النضال الشعب الفلسطيني.

المدخل الثاني: توظيف سياسة النظام حول الوحدة الترابية من اجل تحقيق اجماع وطني وتوقيف او كبح الحركات الاحتجاجية ضد التطبيع. يسعى النظام من خلال هذه المقايضة بين اعتراف ادارة ترامب بمغربية الصحراء الغربية وبين ترسيم العلاقات بين النظام المغربي والكيان الصهيوني الى فرض سلم اجتماعي، وقد بدأت معالم ذلك بتوريط حزب العدالة والتنمية في الاشراف الرسمي على توقيع الاتفاقيات من العدو الصهيوني مما خلق نوعا من الهرولة والتسابق بين الاحزاب البرلمانية سواء تلك المتواجدة في الاغلبية الحكومية او في المعارضة والتي تعرف في المغرب بمعارضة "صاحب الجلالة".

من خلال استعراضنا لهذين المدخلين يتضح ان مناهضة التطبيع بالمغرب دخلت مرحلة جديدة وتتطلب يقظة واستعدادات استثنائية ونوعية تقطع مع الاساليب والأشكال القديمة. تلك الاساليب التي كانت تعتمد على تحركات القوى السياسية والنقابية والجمعوية عبر البيانات والوقفات والمسيرات، طبعا كانت لها اهميتها من حيث التعريف بالقضية الفلسطينية وبفضح التطبيع والمطالبة بتجريمه، لكننا اليوم نعتبر ان التطبيع ارتقى درجات وخطر التغلغل الصهيوني في المغرب اصبح امرا محدقا.

  لأجل مقاومة خطر التطبيع نعتقد ان على القوى المناضلة واجب وضع خطة متكاملة تحمي الشعب المغربي على المدى القصير او البعيد.

واول عناصر هذه الخطة يتجسد في واجب شرح وتوضيح اين يكمن الخطر والمحاذير من التواجد الصهيوني ببلادنا. وهذا يتطلب ان تقتنع الحركة الامازيغية الديمقراطية – لانه مستهدفة بشكل مباشر- بأن قضية فلسطين هي قضية شعب يرزح تحت الاستعمار الاستيطاني وانه هو شعب اصيل يراد اقتلاعه من ارضه. فالصراع في فلسطين هو صراع حول الارض ومن اجل تقرير المصير. وكون الكيان الصهيوني هو كيان عنصري لا يمكنه ان يشكل حليفا لأية قوى مناضلة من اجل الحرية والحق في الارض. انه كيان مغتصب لحقوق شعب هناك ويحاول هنا التحالف مع نظام رجعي وكتلة طبقية مستبدة واستغلالية. يجب ان تقتنع هذه الحركة بان لها في الشعب الفلسطيني حليفا موثوقا به. من جهة ثانية يجب ان تقتنع القوى الثورية الفلسطينية بأن لها دورا في التعرف على الهوية المتعددة الابعاد للشعب المغربي والكف عن اختزالها او حصرها في بعد واحد وهو البعد العربي. على رفاقنا في الثورة الفلسطينية ان يطلعوا على مكونات هوية شعبنا بالمغرب وعموما في المغرب الكبير وهي الهوية الامازيغية العربية والاسلامية الافريقية.

سيطلب ايضا من القوى المناضلة ضد التطبيع فضح المقايضة بين الوضع في الصحراء الغربية وبين الاعتراف بالكيان الصهيوني وبان ما يسمى بالجالية المغربية في فلسطين المحتلة هم صهاينة يخدمون المشروع الاستعماري ولا علاقة لهم بالشعب المغربي.

فمن اجل تحقيق الوضوح وتعميق القناعات بها وجب على القوى المناضلة القيام بالدراسات والتحاليل والمحاضرات والندوات على اوسع نطاق شعبي وتشكيل منتديات وتجمعات وتنسيقيات بين كل المهتمين بمقاومة التطبيع. قضايا التغلغل الاقتصادية والثقافية والأكاديمية والإعلامية والسياسية....

  يمكننا اجمال اهداف الخطة التي على القوى المناضلة وضعها كجواب على المستجدات في ما يلي:

- التراجع عن اعتراف النظام المغربي بالكيان الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية.

- تجريم التطبيع ورفضه شعبيا.

ولبلوغ هذه الاهداف يتعين ابتكار اليات التعبئة الحزبية والشعبية عبر:

+ تشكيل فرق عمل لانجاز التقارير والدراسات والمعلومات حول التغلغل الصهيوني.

+ يحب استحضار أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في انجاح خطة النضال من اجل اسقاط التطبيع في ظل الشروط الراهنة

+ خلق شبكة اعلامية قادرة على الدعاية للخطة والتحريض على انجاز المهام وتجسيد الشعارات المرفوعة في كل فترة او مرحلة.

+ ربط التحركات الشعبية المغربية بالحركة المناضلة على الصعيد المغاربي والعربي والدولي للضغط على الانظمة المنخرطة في التطبيع من اجل وقفه وسن قوانين وتشريعات تجرمه.

اما من حيث اهم اساليب الخطة فإننا نعتبر كل اساليب النضال مطلوبة ولا يجب استبعاد ايا منها. ان الانخراط في هذا الاسلوب او ذاك تمليه الشروط الموضوعية وكذلك نضج الشروط الذاتية.

لعل احد اهم هذه الاساليب وهو المقاطعة الشعبية وقد تدربت عليها الجماهير المغربية في عدة مناسبات وأصبحت بفضل التعبئة الجديدة عبر وسائط التواصل الاجتماعي اكثر الاسلحة فتكا واحداث الخلل وتفجير التناقضات في صفوف الاعداء.

ولهذا الاسلوب من النضال شروطه ويجب ان يكون منظما واعيا له اهداف يمكن القياس عبرها بنجاح او فشل الشعارات والخطوات ويمكن عبر التقييم اعادة صياغة تفاصيل جديدة لخطة مناهضة التطبيع ببلادنا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *