جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة من ماماتي إلى ولدي الغالي وصغيري الحبيب لليوم 276 من أيام الاعتقال

 رسالة من ماماتي إلى ولدي الغالي وصغيري الحبيب

لليوم 276 من أيام الاعتقال:

"يقال دائما إن قلب الأم يعلم قبل الجميع"، أجل طيلة هذا الأسبوع انتابني إحساس بأن شيئا غير طبيعي يحدث. لقد طلبت منك أن لا تدخل في إضراب عن الطعام منذ البداية لأنني أعرف أن بنيتك لا تسمح لك بذلك.
خلال مكالمتك اليوم كنت تُكابِرُ كما عوَّدتني دائماً وتفتعل الضحك ولكنني أمك ولا يخفى علي أنك تريد أن تظهر بمظهر القوي حتى أطمئن. ولكنني أحسست من نبرات صوتك أنك لست على ما يرام، رغم أنك كنت تضحك وتقول لي أنا بخير لقد أوقفت الإضراب عن الطعام. كيف لا أخاف وأنا أعرف عواقب مرضك المزمن.

أعرف أن اضطرارك لتعليق الإضراب عن الطعام كان خطوة حتمية لما وصلَتْ إليه حالتك الصحية والتي تدهورت بفعل الإضراب عن الطعام وبفعل بقائك طيلة ما يزيد عن تسعة أشهر في نفس المكان الضيق و بهواء لا يتجدد بالمرة وبرائحة أمعائه الفارغة والتي تنزف كلما ذهبت إلى المرحاض.
فتواجدك في هكذا مكان: معتَّم و ملوَّث و كئيب، فقط هذه العوامل لوحدها تدمر أعتى البنيات الجسدية فما بالك أن تضيف إليها إضراباً عن الطعام وعن الفسحة.

ولدي الغالي، ماذا يريد منك المخزن، أن يعيد تربيتك ؟ أقول له شكراً لقد فهمنا الدرس.
ماذا تريدون بعد ؟ أن تقطعوا دابِر هذا الشباب من الوجود، ألهذه الدرجة أصبح صوت الشباب يرعبكم وتريدون طمسه بنسيانه في السجون بعد تلويث سمعته والتشهير به وضرب مصداقيته.
ماذا تريدون ؟ أبناؤنا وشبابنا الذين قضيتم على مستقبلهم في ظل تعليم لا ينتج إلا البطالة والعطالة، الشيء الذي دفع بهم إلى الهجرة أو إلى الحريگ.
ومن تشبث بحقه في البقاء على أمل خدمة الوطن وتغيير الواقع البئيس والذي تساءلت عنه أعلى سلطة في البلد عندما قال ملك البلاد"أين الثروة"؟ ومن حسن نيتهم حاولوا المساعدة في البحث عن هذه الثروة الضائعة وكشفوا عن المستور وفضحوا للعلن وقالوا هاذي هي الثروة المفقودة، هذه أراض سلبت من أصحابها وقدمت هدايا وهذه مقالع تستنزف رمالها ببخس التراب، وهذه أراض جموع نهبت وشرِّد أصحابها لتُسلَّمَ لأباطرة العقار ولتجار المخدرات،ماذا تريدون بعد كل هذا الاجتهاد، هاهي ذي الثروة وما خفي أعظم.

فماذا كان جزاء هذا الشباب الحالم بمغرب يسع الجميع: السجن والعبرة:" كلها يدخل سوق راسو"،" ما كاين لا استقصاء ولا هم يحزنون" وحدها السلطوية من تملك حق الاستقصاء والتحقيق وما عدا ذلك غير مسموح به، يا سلام !!!
و النتيجة: فقد فهم شبابنا اللعبة وابتعد عن هذا الميدان الشائك المسمى" صحافة" والتي أوهمونا أنها السلطة الرابعة!!!!!
و أُقفِلت كل الأبواب في وجه ما تبقى من الشباب خارج السجن فارتموا في حضن البحر مؤتَمِنينَهُ على حياتهم من وطن يدفن أبناءه أحياءً، هم على الأقل يختارون
طريقة موتهم/نجاتهم.

فتيحة الشاربي أم عمر الراضي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *