جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة اليوم 98 من الحكم الجائر و 454 من الاعتقال التحكمي.

 من ماماتي:

رسالة اليوم 98 من الحكم الجائر و 454 من الاعتقال التحكمي.
أكتب إليك يا ولدي ولن أكلَّ حتى أراك أمامي حرا طليقاً، وحتى يتم إنصافك أنت وباقي معتقلي الرأي.
الكتابة هي متنفسنا الوحيد الآن للتعبير عَمّا نحس به من ظلم وقهر. هذا الإحساس الذي لم يعد يقتصر على عائلات المعتقلين والمختطفين والمغيبين فقط بل أصبح يشمل كل المغاربة وكل الشرائح الفقيرة والمتوسطة، إن ما زال هذا التقسيم يسري على المغاربة، لان الطبقة المتوسطة لم تعد موجودة في الواقع المغربي.
ولدي الغالي، إضافة للظلم والقهر والتمييز وعدم المساواة أمام القانون ينضاف إلى هذه اللائحة نوع آخر من التسلط على الرقاب والعباد، ألا وهو بدعة " جواز التلقيح".
وهذا يعد شططاً في استعمال السلطة و الأفظع من هذا "استبلاد" المغاربة والتعامل معهم على أنهم قاصرون وغير قادرين على تحمل مسؤولياتهم.
هؤلاء المواطنون الذين كانوا سباقين الى كل الالتزامات منذ بداية الجائحة وتعاملوا بكل صبر وتفهموا كل الظروف الصعبة التي مرت منها بلادنا. هؤلاء المغاربة الذين ضُرِب بهم المثل في الالتزام و اتباع سياسة البلد أثناء هذه الجائحة منذ البداية.
لكن و مع الأسف، لم تأخذ السلطات والحكومة هذه التضحيات بعين الاعتبار فهي لم تتكفل بمواطنيها المعوزين وتخلت عنهم خلال هذه المحنة، علما أنه تم تخصيص صندوق كورونا لدعم المواطنين المتضررين، ولكن حتى هذا الصندوق لا نعلم كيف و أين تم صرفه لانعدام أي تواصل بين الحكومة والمواطنين.
نجد بأن الدول التي تحترم نفسها تتعامل بكل مسؤولية مع مواطنيها و تتواصل معهم بكل الوسائل المتاحة.
عندنا، الصفة الشائعة عن مسؤولينا هي أنهم أكبر من أن ينزلوا عند " البسطاء " ليشرحوا لهم ويعطوهم من وقتهم الذي هو حقٌّ أصيل للمواطنين وواجب على السلطة. عندما يحتج المواطنون عبر وقفات أو مسيرات أو عرائض آنذاك نجد التواصل الفعلي للسلطوية عبر رجال الأمن لإسكات وإخراس " ولاد وبنات الشعب".
ولدي الغالي، أنت في سجنك الضيق تقضي أيامك بين ثلاثة جدران إسمنتية وجدار رابع حديدي، تقرأ، تكتب، تقطع زنزانتك في بضع خطوات و تدور حول نفسك ، تحاول تتبع نشرات الأخبار على القنوات "الوطنية" لكسر الصمت ومعرفة ما يجري خارجاً، ولو أنها لا تشفي غليلا ولا تطفئ ضمأً، تأكل، تنام.. حياة روتينية بأكسجين وأشعة شمس أقل، وهذا كله نسميه سجناً.
ولكن ياولدي نحن كذلك، أغلب المواطنين الآن يحسون بأنفسهم في سجن، حقا هو فضاء أكبر ولكن بنفس مواصفات سجنك.
كل الفضاءات العمومية أصبحت شبه ممنوعة على أي تجمع أو لقاء حتى ولو كان فقط من أجل قول " تعبنا".
كل الأمكنة لم تعد مفتوحة في وجه الجميع.
لقد خلق المخزن نوعا جديدا من المتسلطين على رقاب المغاربة، من مستخدمي الأبناك، و مستخدمي المقاهي و وسائل النقل و.. لقد تحوّل هؤلاء المستخدمين الى تابِعين لرجال السلطة و أصبحوا أدواتها التي تضرب بها المواطن المغلوب على أمره.
نحن أيضا مسجونون في وطننا يا ولدي وسجَّانونا هم كلُّ من له سلطةٌ الآن..ويا للأسف.
ليلتك أرحم ياولدي وإلى صبح رحيم لنا جميعا.
-----من ماماتي----


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *