جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حزب العمال * بيــــــــان * سعيّد يواصل إخضاع السلطة القضائية

حزب العمال

 بيــــــــان

سعيّد يواصل إخضاع السلطة القضائية
على طريق إرساء مشروعه الشعبوي الاستبدادي
أصدر قيس سعيد، كما كان منتظرا، مرسوما لبعث "مجلس أعلى مؤقت للقضاء" بعد أيام قليلة من إصدار مرسوم يقضي بحل المجلس الأصلي بعد معركة استمرت طويلا بينه وبين الجسم القضائي الذي ظل يعتبره "الحاكم بأمره" مجرد وظيفة تابعة للحكومة وليس سلطة مستقلة مثلها مثل السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وبصدور المرسوم الأخير تكون الملامح العامة والأولية لمشروع سعيد الاستبدادي، قد اتضحت أمام من فقد البوصلة وظل يروّج أن سعيد "سيخلّص" البلاد من الاستبداد الظلامي المدمّر الذي عاشته خلال العشرية الماضية.
إن المجلس الجديد للحاكم بأمره محصور في القضاة أولا ومعيّن بالكامل (نصفه معين مباشرة من سعيّد والنصف الثاني بالصفة) ثانيا. كما أنّ المرسوم أعطى "صاحب الجلالة" الحق في الاعتراض على قرارات هذا المجلس المعين بما فيها التي تتصل بالجوانب المهنية الحصرية التي تهم التسمية والترقية والنقلة فضلا عن مجالات التأديب والطرد. ولم يقف المرسوم عند هذا الحدّ بل نصّ صراحة على منع العمل النقابي وأيّ نشاط جماعي ينخرط فيه القضاة.
هذا وقد أثار المرسوم لا غضب كل هياكل القضاء فحسب، بل غالبية الفعاليات المدنية والسياسية التقدمية والديمفراطية التي اعتبرته ضربة موجعة لأحد أهم استحقاقات الثورة التي كان من بين أهدافها إقامة العدل والمساواة والحريات التي لا تتحقق دون قضاء مستقل ومنظومة قانونية عادلة. كما مثل هذا المرسوم ذريعة أخرى للقوى الاستعمارية الأجنبية للتدخل من جديد في شؤون البلاد والضغط لتوفير المناخ الملائم لإملاء شروطها التي تضرب في العمق سيادة الوطن.
إن حزب العمال الذي نبّه منذ مدة طويلة إلى خطورة الشعبوية الاستبدادية التي أصبحت اليوم جاثمة على مفاصل القرار التي جمّعها سعيد بين يديه حيث أصبحت كل السلطات في يد واحدة في تحد صارخ لنضالات شعبنا وطموحاته وتضحيات القوى الديمقراطية خاصة فيما يهم استقلالية القضاء التي ظل غيابها لعقود عنوانا للدكتاتورية والحكم الفردي المطلق زمن بورقيبة وبن علي وزمن حكم حركة النهضة وحلفائها أيضا، فإنه:
- يدين إصدار المرسوم عدد11 المؤرخ في 13 فيفري 2022 ويعتبره حلقة متقدمة في تكريس الاستبداد وضرب مبدأ فصل السلط ووضع اليد على القضاء من أجل تسخيره في مشروع السيطرة على الدولة والمجتمع ومصادرة الحرية.
- يعتبر هذا المرسوم وخاصة ما يهم تجريم الحق النقابي وكل الأنشطة الجماعية المنظمة هو دليل قطعي على الجوهر الفاشي لمشروع سعيّد، إضافة إلى كونه ضربا لأحد أهم بنود الباب الثاني من الدستور الذي ادّعى سعيد الإبقاء عليه.
- يعتبر أن إصلاح القضاء ومقاومة كل مظاهر الفساد التي طالته لا تكون بوضع اليد عليه من قبل السلطة التنفيذية أو أي جهة أخرى، بل بتكريس استقلاليته وتمكينه من كل الشروط المادية والمعنوية والقانونية للتحرر من كل مظاهر الإخضاع والتوظيف والتلاعب التي مارستها ولا تزال تمارسها جهات سياسية واقتصادية متنفذة فيما يهم الملفات الكبرى التي تتعلق بالإرهاب والاغتيالات السياسية والتسفير والأجهزة الخاصة والموازية لحركة النهضة، كما تتعلق بالفساد والتهريب ونهب مقدرات البلاد وبكل مظاهر الجريمة المافيوزية. وهذه الملفات لم ولن يطرحها قيس سعيد لقصور مقاربته وجوهرها الطبقي والسياسي الذي لا يتجاوز حد إعادة بعث الحكم الفردي المطلق الذي هو ليس سوى يافطة محلية وإقليمية ودولية لمواصلة نفس الخيارات اللاوطنية واللاشعبية.
- يتوجه مجددا إلى القضاة الشرفاء ليعبر لهم عن مساندته في معركة الاستقلالية التي هي معركة شعبية وديمقراطية، ويدعوهم إلى رفض بعث هذا المجلس الخليق بالأنظمة الشمولية الفاشية التي ثارت ضدها الشعوب وقبرتها.
- كما يتوجه إلى كل القوى الديمقراطية مؤكدا على ضرورة الانخراط في معركة استقلالية القضاء من براثن حركة النهضة وقيس سعيد وكل الجهات المتنفذة الظاهرة والخفية، وينبه إلى أن أي تساهل في الوعي بالمخاطر الجدية التي تتهدد القضاء ستكون كلفته غالية على حساب الوطن والمواطن والحرية والعدالة.
حزب العمال
تونس في 15 فيفري 2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *