جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي اليك ياولدي لليوم 353 من الحكم الجائر ولليوم 706 من الاعتقال التعسفي

 رسالتي اليك ياولدي لليوم 353 من الحكم الجائر ولليوم 706 من الاعتقال التعسفي شهادة زميلة لك كتبتها باللغة الانجليزية وترجمتها والدتك الى اللغة العربية.

شهادة نعتز بها ونضعها أمام القراء ليعرفوا من هو عمر ولماذا تم تغييبه بالسجن.
………………………….. قراءة ممتعة
شكرا Samia Errazzouki :
في بداية 2017، كنت واحدةً من بين اثنين من المرشَّحين لوظيفة مراسل في المغرب، وكانت هذه من الفرص التي لا تتكرَّر بحيث تضمن لك راتباً لائقاً وتأميناً صحياً وعُطل مدفوعة الأجر.
كان الشخص الآخر في السباق لهذا المنصب هو صديقي عمر الراضي، الذي كانت له خبرة واسعة في مجال الصحافة في المغرب، وكان يبحث دوماً عن السبق الصحفي كما أن له قدرة على كسب ثقة أكبر المصادر، وهذا يجعل حظِّي ضعيفاً أمامه للفوز بالمنصب.
كنا نضحك من هذه الوضعية التي جعلتنا متنافسَين، ولكنه سحب إسمه في النهاية، من قائمة المرشحين للمنصب عندما علِم أن عليه الامتناع عن التعبير عن آرائه السياسية عَلَناً إذا فاز بالمنصب.
قلت له " هل فقدت عقلك؟ أنت تعرف أن فرصةً كهذه نادراً ما تحدث".
نحن نعرف الحياة الصعبة التي تُفرض على صحافي مستقل جريء يتخطى حدود الخطوط الحمراء في المغرب.
إمكانية زيادة دخله و ضمان وضعية حياتية مريحة كل هذا لم يُزعزعه عن قراره، وقال لي: "المنصب لكِ".
وحتى بعدما أصبحت أعمل في المنصب الذي تنافسنا عليه سابقاً، كان عمر يستثمر وقته في قراءة تقاريري الصحفية والإشارة إلى نقاط القوة والضعف، كما عرض مشاركة لائحة مصادره الخاصة به. كما كان يشارك بذرة موضوع أو تحقيق قد يتحول فيما بعد إلى سبق صحافي مهم.
هذا هو نموذج العمل الصحافي الذي كان يُحرِّك عمل عمر وأخلاقياته المهنية: المشاركة وليس المنافسة. عمر يؤمن بأن المعلومة يجب أن تكون في متناول الجميع وأن على الصحافي أن لا يتوقف عن طرح الأسئلة.
لم تكن هذه الصفات هي خاصيات عمله الصحافي فقط، بل كانت هي أيضاً من بين أسباب اعتقاله وتواجده حاليا في السجن.
لقد تابعت عمل عمر الراضي لسنوات، بما فيها تغطيته لقضية العفو الذي أصدره الملك محمد السادس عن مغتصب الأطفال، وكذلك غوصه في عالم الأعمال والسياسة المتشابك في المغرب، و فضحه للفساد وما إلى ذلك.
عندما كنت أقرأ مقالاً كتبه عمر الراضي كنت أعلم، مثل الكثيرين، أن المعلومات جاءت من صوت جدير بالثقة، تحمَّل مخاطر كبيرة للتحقيق في المواضيع التي يتجنبها العديد من الصحافيين المغاربة بدافع الخوف والرقابة الذاتية. والأهم من ذلك، كنت أعلم أن مبادئ الحقيقة والعدالة الاجتماعية كانت دائماً هي محركات عمله.
بالإضافة إلى عمله، كان عمر الراضي مستعداً دائماً لدعم الصحافيين الآخرين الذين يقومون بتغطيات صحفية في المغرب، وذلك بالمساعدة في تسهيل إنجاز مقابلة صحفية أو للتحقق من صحة خبر أو معلومة ما.
فإن صادفت مقالات عن المغرب في العشر سنوات الأخيرة، فهناك احتمال كبير أن يكون عمر الراضي قد ساهم في إنجازها.
عزيزي عمر، مضى ما يقرب من عامين منذ آخر محادثة أجريناها قبل ساعات قليلة من اعتقالك.
على الرغم من أنني كنت أعرف أن الاستنطاقات المتكررة لها أثرها إلاَّ أنك كنت تجد دائماً في داخلك تلك القوة و الرغبة في تحويل واقع مرٍّ إلى فرصة لتضحك من هذا الواقع بضحكتك المُعدية.
لقد حاولوا تحطيم روحك و تشويه شخصيتك ولكنهم بذلك قاموا بحَفْرِ اسمك في التاريخ كصوتٍ لجيلنا المقهور.
نحن نتطلع لإطلاق سراحك ،
بكل الحب والتضامن.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *