جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 20 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.

 17/08/2022

رسالتي الى ولدي عمر لليوم 20 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
مساء الحرية ياولدي.
أنت ياولدي على حق في كل ما تفكر فيه وتقرره سواء في عملك الصحافي أو في ما يتعلق بالتدبير اليومي لاعتقالك وحقوقك كمعتقل رأي.
فعندما رحَّلوك إلى سجن تيفلت 2 و جرَّدوك من كل ما كتبتَه وأتلفوا بعض كتبك خلال اعتقالك بسجن عكاشة بالدار البيضاء، قررت الدخول في إضراب مفتوح عن الكتابة.
وعندما لم تعد تتوصل بعشرات الرسائل التي يبعثها لك المتضامنون والأصدقاء، أخذت ذلك على محمل التضييق المستمر وقررت ألا تتوسل من أجل هذا الحق.
المهم أنك لستَ كباقي المعتقلين، في الحقوق التي يتمتع بها السجناء.
وأنت فعلاً لستَ كباقي المعتقلين ، لأنك معتقل ظلماً وعدواناً وبدون تهمة، ومن اعتقلك يبحث عن تبرير دوافع الاعتقال ويوغلُ في التضييق عليك.
هذا العبث والرغبة في الانتقام من شباب وشابات الحركات الاجتماعية وتحييدهم من الفضاء العام وتغييبهم في السجون لسنوات طويلة لن يحقق نتائجه إذا كانت له نتائج خارج القمع وتكميم الأفواه.
خريجو حركة 20 فبراير من الشباب استمروا ،كل من موقعه ،في مواجهة الفساد والاستبداد، وهو الأمر الذي أثار حفيظة سلطوية هذا العهد وزادت في منسوب القمع لكل مظاهر مقاومة المقاربة الأمنية وضرب القوة الشرائية للمواطنين وتشديد السطو على الثروات الوطنية وممتلكات المواطنين و تغوُّل الاستغلال الطبقي.
وعوض أن يتم استثمار حركة 20 فبراير وتأهيل شبابها ليتحملوا مسؤوليتهم في التدبير العمومي والمشاركة السياسية، استقر اليأس والإحباط في نفوس الشباب والشابات بعد الانقلاب على خطاب تاسع مارس ودستور 2011 الذي تم دفنه ولم يتم تنزيله وحل محله تدبير أمني لكل المجالات خارج الدستور والقانون.
وها نحن نحصد حصيلة هذا العبث من انتشار للفساد وانكماش الفعل السياسي والمدني والنقابي وأصبح المجتمع عقيماً وعاجزاً عن مقاومة هذا الانزلاق السريع نحو المجهول.
نحن نربي في مشتل المقاومة الاجتماعية ممن صمدَ من شبابنا المدني والصحافيين ونُنعش الأمل في تحريك المجتمع من أجل الخروج من هذا العبث.
ولقد حان الوقت وباراكا .
ليلتك هادئة ياولدي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *