رسالتي الى ولدي عمر لليوم 27 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
24/08/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 27 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
معك كل الحق ياولد.
هناك شعور عام يستبد بالمغاربة هو شعور الخوف ممن عليهم بعث السلام والطمأنينة في نفوس المواطنين.
لكنها عادت وبشكل بئيس وضعيف أخلاقياً وسياسياً.
عادت لتعزل نجوم البلد وخميرتَه وخير ما أنجب هذا الوطن لتمنع عنهم حبهم لوطنهم وخدمته بكل شجاعة أمام زحف الفساد والإفساد.
شعور المواطنين يطبعه الاجماع على أن الفساد استوطن كل مفاصل البلد حتى في أدق تفاصيله.
شعور غير قابل للإخفاء عن طريق إعلام التضليل الذي يضع مواهبَه التافهة في خدمة الفساد والفاسدين.
الفساد والفاسدون صاروا أسيادَ الدولة وهذه حقيقة طبيعية للدولة وللممارسة السياسية.
الشعب المغربي شعب صبور وليس عدمياً وقد يكتفي بالحد الأدنى من حقوقه، لكن حتى هذا الحد صار غير متاحٍ لأوسع الجماهير في ظل الأزمة الخانقة التي خيمت على البلد ومنعت عنه أوكسجين الحرية والكرامة وحتى العيش.
من يعتقد أن ما يحدث ببلدنا يغيب عن المواطنين بغياب التواصل، هو مُخطئ.
ما ينتظره المواطنون هو الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية وعلى رأسها الحقوق والحريات التي تحقق حولها الإجماع الوطني التي تتعرض للمنع والقمع.
وهي السبيل الوحيد لضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي واستمراره.
لا معنى لاستمرار ظاهرة الاعتقال بسبب الرأي خارج التغول السلطوي والانتقامي.
وهذا السلوك لا يليق بدولة لها من التاريخ ما يجعل من هذا السلوك انحرافاً لممارسة السلطة حتى في أقوى لحظات جبروتها.
حتى ولو مالت الكفة لصالح السلطة ، فلا بد أن تحتفظ لنفسها بنسبة من الأخلاق السلطوية.
ما عشناه في هذه المقاربة الأمنية يضعنا في حالة تنعدم فيها الأخلاق السياسية والقانون وتحضر النزوات الشخصية.
دعونا نبني وطننا بكل نظافة.
اعذروا صراحتنا التي لم تعد لنا القدرة على كبحها.
دمتَ على حق ياولد وليكن ما عليه أن يكون والحرية هي مطلبنا.
………………………….
تأملوا هذه الصورة لنخبة من شباب المغرب منهم من اضطر إلى الهجرة بعد الاضطهاد والسجن ومنهم من تأكل عظامَه جدران زنازن السجون.
ويبقى الوطن تحت رحمة من لا رحمة له على الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق