رسالتي الى ولدي عمر لليوم 53 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
19/09/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 53 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
تحية عالية لعمر الصحافي الاستقصائي النزيه والشجاع.
من بين تحقيقاتك حول السطو على عقارات وأراضي المواطنين شكل واحدٌ منها اليوم مادة إعلامية غنية وعميقة نشرتة "forbiden stories" (القصص الممنوعة ) و موقع le monde بالنسخة الفرنسية و العربية،بالاضافة الى موقع "درج" الذي أعاد نشر النسخة العربية من هذا التحقيق مع قراءة خاصة معززة ببعض الحوارات مع صحافيات تعرضت هواتفهن للتجسس بتقنية بيجاسوس الاسرائيلية.
وتكفي قراءة هذا البحث ليكتشف أبسط القراء أن سجن عمر الراضي هو رغبة ظالمة للانتقام من عمله وجرأته على مفترسي البلد من علياء قومه من الفاسدين.
هؤلاء لهم حماية الأمن والنيابة العامة والقضاء ويعتقلون العمل الحكومي والبرلماني ويعطلون مؤسسات الحكامة.
هؤلاء يوجدون على رأس تدبير الدولة سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
نحن نواجههم بالدستور و بحصيلتهم السياسية والاقتصادية الكارثية التي أضعفت السلطة وجعلتها أداةً طيعةً في يد مجموعة تعتقد أنها قادرة على إعدام السياسة والتاريخ النضالي للوطنيين.
نواجههم بحقيقتهم وسياستهم الفاشلة ببيع المغرب للأجانب كما لو أننا تخلصنا من كل الأجانب لفتح الباب لأجانب لا يُؤتمن جانبهم لكونهم صُناع النعرات والحروب بين الأقرباء والجيران.
لن ينتصروا على شعب له من الصبر والصمود وذاكرة قوية وتاريخ رسم التوجه نحو التغيير الديمقراطي عوض عرض المغرب في المزاد العلني.
نحن نشعر ونعرف أن المسؤولين الكبار والمتوسطين والبسطاء لا يرتاحون لوضعهم ويفضلون أن يكون الجو مساعداً للعمل النظيف وأن بعضَهم يُورط دفعاً للفساد ليسهل ابتزازُه.
هي سياسة ومنظومة فساد ممنهجة.
هذه المرحلة التي تم تدشينها بمقاربة أمنية راح ضحيتها أصحاب الكلمة الحرة من صحافيين مستقلين.
منهم من سُجنَ ومنهم غادر المهنة والوطن مضطراً ومنهم من باع نفسه وصوته مضطراً لا بطل، كل هذا من أجل تمرير هذه المرحلة في صمت الصحافة والمعارضة.
لكن هيهات، أصوات المعتقلين اخترقت جدران الزنازن وعبرت الاجواء وصارت مسموعةً أكثر من السابق.
نحن نسمع صوتك من خلال أكثر المنابر العالمية انتشاراً ومصداقية رغم أنك اليوم لم تكلمنا كعادتك . سنقول إن عطباً أصاب هاتف السجن أو أن من يصاحبك إلى الهاتف لم يكن موجوداً.
نحن نسمعك ونتمنى أن يكون المانع خيراً.
طابت ليلتك ياولد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق