رسالتي الى ولدي عمر لليوم 57 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
23/09/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 57 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
كثرت مآسينا ياولدي.
كثرت المخاطر وخرست الألسن.
ضاعت الحقوق وساد الفساد.
صار الناس وصار البسيط من الناس قبل النخبة يطرحون أسئلة خطيرة حول ماهية الدولة وماهية من يدبرها.
أسئلة حارقة لم يسبق أن طرحتها النخب السياسية مند استقلال المغرب.
بعد أن ساد الغموض وتعطلت المؤسسات وتأخر الجواب على أسئلة المجتمع المضمرة والناطقة وأصبحنا نعرف أخبارنا من الإعلام الخارجي بعد أن تم إخراس إعلامنا المستقل وتتفيه الباقي ،صار السؤال:
من نحن؟ وما العمل ؟
تعج وسائل التواصل الاجتماعي التي حررت التعبير بسيل عارم من مظاهر الظلم والمآسي.
صار، حجم الظلم والتهميش والتغول والسطو على عيش وسكن المواطنين، روتيناً يومياً.
لم تصمد أمام هذه الوسائل حملات التطبيل والتضليل التي فشلت في إقناع المواطنين بأننا بكل خير وبكل قوة حتى اتسعت دائرة عزلتنا وتبخرت الملايير التي انتُزِعت من أفواه المواطنين لشراء مواقف من دول تضخم طمعها وراحت تبتز المغرب.
ويغيب على المسؤولين أن هيبة الدولة تتحقق بتقوية الجبهة الداخلية بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.
لم تعد لنا هيبة بعدما بدأ الاصدقاء يبتعدون عنا ويعادون حقوقنا وصرنا كجزيرة يحيط بنا من يناصبنا العداء.
هذا، لمن يريد معرفة سر هذه العزلة، نقول له : إنه فشل نخبة ملأت الفراغ الذي تركته نخبة وطنية حقيقية من شدة القصف والإقصاء حتى صارت فجوة الفراغ كبيرة فتسرب إليها من لا يملك الشغف والفضول والعلم، وهاهي الحصيلة نعيشها ولا نملك الجواب على الأسئلة الحارقة.
نخاف من ظاهرة" الرجل المريض".
أنت ياولدي ومعك أصدقاؤك ،واحد من ضحايا هذه الحصيلة.
لكنك انتصرتَ على هذا الظلم بصمودك الذي يمدنا بالصبر والأمل.
ليلة سعيدة ولقاؤنا قريب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق