رسالتي الى ولدي عمر لليوم 108 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
13/11/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 108 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
نحن نشعر ياولدي أن هناك من يختطف الدولة.
كل ما يحصل من حولنا في جميع القطاعات التي تجعل من منطقة معينة دولةً بالمعايير الأممية تغيبُ ويحضر كلُّ ما يمنع دولتنا من المعايير الأممية للدول التي تحظى باحترام الإقليم والعالم.
وهذا شعور أصبح عاماً عند المواطنين.
من اختطف الدولة وعطل دستورها وسلمها لطبقة مفترسة نصفها مغربي والنصف الآخر خارجي، لها عدة جوازات وعقارات وحسابات في الخارج .
لذلك استحوذت على الدولة وتسللت إلى كل مفاصلها وصارت هي الدولة والدولة هي.
وأخطر ما استحوذت عليه هو المؤسسات الدستورية التي جردتها من أحكام الدستور كما استحوذت على مؤسسات الحكامة ومنعتها من الحكمة و الحكامة.
وعندما يُختطف القضاء ويصبح آلية من آليات الاستحواذ تضيع الدولة وتتقلص قيمتها ويصير المستحوذون عصابةً لهم الحاكم والحكم.
و عندما لا يشعر المواطنون بأهمية الانتخابات ولا يشاركون إلا بمقابل ما دامت لا قيمة لها في حياتهم، وعندما تضيع الحقوق في عدالة ينخرها الفساد، وعندما تصبح حرية التعبير من وقفات ومسيرات وتحقيقات صحافية طريقاً إلى السجن لسنوات طويلة وعندما تتم مضايقة الأحزاب الديمقراطية وجمعيات المجتمع المدني ومنعها من ممارسة دورها في تأطير وتكوين المواطنين، فإن بلدنا فشل في أن يصبح دولةً.
الدولة عقلها دستور ديموقراطي شعبي له السيادة الكاملة وبرلمان حر في تشريعه ومراقبته للحكومة ومحاسبتها ومجتمع سياسي متعدد ومجتمع مدني يقظ يؤطر المواطنين ويرفع وعيهم.
نحن نناضل من أجل دولة تحترمها حاضنتها الإقليمية والدولية وتهابها .
مخجل وحاطٌّ من صورة المغرب ما يصدر عن وزراء من تصريحات وسلوكات تتنافى مع العقل السياسي السليم والسوي.
سجنك ياولدي الغالي رغبة شيطانية لعصابة غاوية للانتقام ولون دمها أزرق.
لك النصر ولنا الصبر ياولدي.
هذا الولد ولدي .
ننتظر عودته إلينا منذ أكثر من سنتين.
وياخوفي أن تتأخر عودته لست سنواتٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق