رسالتي الى ولدي عمر لليوم 109 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
14/11/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 109 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
يوماً بعد يومٍ يتسرب إلينا شعور باليأس من إصلاح البلاد وحمايتها من الفساد الشامل.
بلد يضع خيرةَ أبنائه في السجون لسنوات طويلة هو بلدٌ يجهض مستقبلهَ ومستقبلَ الأجيال المقبلة ويعرقل تنميته وتطوره.
وما نعاينه من سوء تدبير لكل القطاعات من نهب مفضوح للمال العام وسطو على ممتلكات الدولة وعقاراتها وثرواتها الوطنية وممتلكات الجماعات والقبائل في غياب مطلق لمن حملهم الدستور حماية الدولة والجماعات والأفراد ، وتعطيل العدالة وتغييبها.
خلال أكثر من عقدين من الزمن تشربت تربتنا كمياتٍ كبيرةً من الفساد حتى صارت تربة فاسدة لم تعد صالحة لانتاج الوطنية والنزاهة ونكران الذات وكل ما يجعلها خصبة وولادة .
تنظيف البلد وتطهيره من الفساد يحتاج إلى عقل وطني يقوم بكنس منابع الفساد وزرع بذور الإنسانية وخدمة الوطن.
ولن يتأتى ذلك إلا بالنضال وتغيير ميزان القوة لصالح الوطنيين وحرية التعبير والتنظيم والتظاهر.
لقد تم اعتقالكم لعدة سنوات لقطع الطريق نحو تحرير البلاد من الطبقة التي صارت لها السلطة والمال وتصورت أن لها الشرعية في احتكار حياة وثروات المواطنين وقمع حرياتهم ودفن من يعترض في السجون لسنوات طويلة.
لكن التاريخ يخبرنا بأن الاستبداد مآله الزوال مهما طال وبمختلف الوسائل.
عليك ياولدي أن تفتخر بعملك وبالتضامن الواسع معك وما السجن إلا انتقام من عملك ورمزيتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق