رسالتي الى ولدي عمر لليوم 111 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
16/11/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 111 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية التي تستحقها ياولدي.
منذ أن تحقق ذاك الاستقلال ونحن نبحث، شعباً وحركة وطنية وأحزاباً عن معنىً لهذا الاستقلال.
وأهم معنى كان هو النظام السياسي الديمقراطي بما يحمل من قيم الحرية والكرامة الاجتماعية وتحرير الاقتصاد الوطني والقرار السياسي .
ولقد دارت معارك كبرى من أجل تأسيس وطن مستقل عن القوى الاستعمارية و مُمنّع ضد الاستبداد والحكم الفردي المطلق.
فشلنا في نقل الاستقلال الترابي إلى استقلال القرار السياسي وتحقيق الديمقراطية وتسلمت طبقةٌ من الكمبرادور وقوى الإقطاع البلدَ بكل ما فيه وسقطنا في الانتظارية.
وبعد كل هذه العقود نعود القهقرى ويدخل المغرب في أزمة خانقة على جميع الأصعدة، وعوض أن ننقله من الاستبداد إلى الديمقراطية نقلناه من السكتة القلبية إلى السكتة الدماغية.
لا تحاولوا وضع هذه الأزمة تحت عناوين حرب الغرب وروسيا وحرب الغاز والنفط.
أزمتنا وراثية وسبقت كل الأزمات.
لو حققنا الاستقلال السياسي والاقتصادي لكانت لنا مناعة قوية ضد كل أزمات العالم لِمَا نتوفر عليه من ثروات طبيعية وعنصر بشري مجتهد، ولكنتَ أنتَ وأصدقاؤك المعتقلين ظلماً وعدواناً أحراراً تقومون بواجبكم نحو الوطن بكل نزاهة وإخلاص.
ولتحقيق هذا الاستقلال لا بد من إعادة تأسيس الدولة على أسس ديمقراطية حقيقية لا ديمقراطية الواجهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق