رسالتي الى ولدي عمر لليوم 113 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
18/11/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 113 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
وأنت ياولدي تُكلمنا هذا اليوم سألتك كيف استقبلتَ أمطار هذا اليوم والتغيير الذي تُحدثه في النفوس والأمل الذي تحييه والحياة التي تُنعشها، فقلتَ ياولدي إنك في مكان لا تسقط فيه الأمطار حتى ولو سقطت .
أنت إدن لم تتحرك نفسك ولم تشعر بالأمل ولا بانتعاش الحياة.
هكذا هو السجن ياولدي، محرقة للحريات ومقبرة للأمل وإعدام للحياة وحاجب للسماء.
أنتَ إدن ياولدي تحت أرض مظلمة لا شمس تنيرها ولا قمر ولا نجوم تُزينها.
لكنك في قلب القلوب النابضة بالحب والسلم وهذا يملأ حياتك بالأمل في المستقبل.
واليوم عاشت مدينة القنيطرة واحدةً من الأحداث التي نعتبرها عظمى في تاريخنا.
لقد تحقق العدل لفلاَّحي ضواحي مدينة القنيطرة في استرجاع أرضهم السلالية من واحد من ممتهني السطو على الأراضي السلالية.
احتفل السكان نساءً ورجالاً واطفالاً بهذا الانتصار العظيم بالزغاريد وتجمعوا في الساحات وكأنهم طردوا المستعمر ونالوا استقلالهم وحرياتهم.
تعرض شباب المنطقة للاعتقال التعسفي لمدة ثلاثة أشهر وتم تعنيفهم ومساومتهم بالمال لكي يوقعوا على تفويت 141 هكتاراً لأحد أبناء برلماني لكنهم رفضوا وتشبثوا بأرضهم.
واليوم حكمت محكمة بالقنيطرة ببراءة المعتقلين من تهمة السب والقذف وأطلقت سراحهم.
والملفت في هذا الحدث العظيم هو حضور المرأة في الواجهة وثباتها في مقاومة زحف الجراد الفاسد الذي تم صنعه بعناية فائقة من السلطة بكل فروعها.
نحتفل مع هؤلاء الفقراء ونحتفل بحدث قضائي ناذراً ما يحصل في محاكمنا.
فباسم الله مرساها ومجراها وليكن هذا الحدث انبعاثاً للعدالة وصداً لهجوم الجراد الفاسد على حقوق البسطاء.
نهديك ياولدي هذا الانجاز لكونك فارساً من فرسان مقاومة هذا الجراد الفساد.
وعليك أن تتشبث بالأمل والحياة والشمس والقمر والنجوم، فما نثرته على الأرض بدأ يعطي ثماره، فطوبى لك ولنا بهذا الخيط من النور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق