رسالتي إليك ياولدي لليوم 136 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
يوم 11 دجنبر 2022:
رسالتي إليك ياولدي لليوم 136 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
تحية النصر إليك يا ولدي.. وسننتصر.
انتصار فريقنا الوطني في اقصائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة بقطر و وصوله لدور النصف قد ولَّدَ لديَّ نوعاً من الانبهار و الدهشة.
فنحن قد تعودنا على الفشل في كل شيء، فكيف تتحقق هذه المعجزة ونُقصي فرقاً أوروبية مشهود لها بالتفوق في كرة القدم.
لن أكذب عليكم إن قلت لكم أن هذه الانتصارات المتتالية، على بلجيكا و كندا واسبانيا ثم على البرتغال قد خلق لديَّ نوعاً من الفضول لمعرفة كيف حصل ذلك ومن كان وراء هذا الفوز الساحق .
نعم لقد حاولت ولأول مرة، مشاهدة فيديوهات الندوات الصحفية التي عُقِدت مع المدرب الوطني وليد الرگراگي، و هنا اكتشفت سرَّ الخلطة السحرية التي ساهمت في هذا الفوز.
أول شيء: خطاب وليد كان بسيطاً يُركِّزُ اهتمامه على اللاعب أولاً كإنسان، و يتعامل معه كلاعب كفؤٍ قادرٍ على العطاء أكثر، إن آمنت به.
ثانياً: تعامُلُه مع الفريق بأكمله كما لو أنه هو أيضاً لاعبٌ في الفريق وليس مدرباً له وتعامله الأبوي مع كل اللاعبين رغم تقارب أعمارهم.
ثالثاً: عدم اهتمامه بإملاءات أباطرة الجامعة وصناع الهزائم والتزامه الأخلاقي مع المواطنين المغاربة. لقد انطلق من فكرة نحن كفريق نلعب من أجل البلد قبل كل شيء، فحتى المنحة رفض مناقشتها، وقال بالحرف " نحن نلعب من أجل البلد وليس من أجل المال" وهذا شيء يزيد من قيمته عند المواطنين الذين اكتووا من ناهبي المال العام والراكضين خلف المنح.
رابعاً: و هو أهم شيء، فلقاءات وليد الصحافية كشفت لنا ضعف الصحافة "الوطنية" التي ترافق الفريق الوطني في التظاهرات الرياضية وضعف كفاءتها و أهليتها، وفي نفس الوقت كشف لنا الغطاء عن صحافة وصية على الفريق و تريد أن تُدخِله مجال التملق.
صراحةً، مشاهدتي لردود وليد أرجعتني قليلاً إلى الوراء، وأحالتني لمداخلات ابني الصحافي عمر الراضي عن أراضي خدام الدولة وعن اختلالات المخطط الاستعجالي للتعليم وعن نهب مقالع الرمال وأراضي الجموع،و عن الحركات الاجتماعية... لقد كان يتكلم بحرقة عما يحدث، ووضَّحَ كيف أن القبضة الأمنية التي يعتمدها المسؤولون ستُفسِدُ كل شيء. ولكن، تم تلفيق تهم له لإخراسه والزج به في السجن لمدة ست سنوات حتى يتمكن من استولوا على المغرب باسم الانتخابات أن يحكموا فترة تواجده في السجن حتى لا يُزعِجهم.
نحن رأينا ماذا حصل عندما وضعنا ثقتنا في مدرب اعترضت عليه ، وقالت عنه أنه فاشل، نفس الوجوه والأشخاص التي عارضت عمر و شهَّرَت به و ودافعت عن اعتقاله. نفس الكتيبة الذي ثبت لنا عدم وطنيتها وتحاملها على الأحرار مقابل مناصب و إيتاوات ممن أوصلونا إلى ما نحن عليه.
لقد وضعنا ثقتنا في مواطن غيور على بلده ورأينا النتيجة بشكل مباشر وسريع، لقد تمكن في وقت وجيز من لمِّ شمل شتات فريق مزَّقته الإملاءات و تدخل من لا يفقه شيءً في الميدان. رأينا كيف يلعب كل فرد في الفريق بحب وانسجام و تلاحم وبدون فُرقةٍ. هذا ما نسعى إليه.
فلمَ لا نضع ثقتنا في صحافيينا الأحرار ليرفعوا راية البلد عالياً و ليضعوا السؤال المناسب في الوقت والمكان المناسبين. و نعتمد على مقالاتهم التحليلية و تحقيقاتهم الهادفة حتى نُعيد القيمة للصحافة المغربية عوض ترك كل من هبَّ ودبَّ يحمل ميكروفوناً ويضعه أمامك دون أن يتمكن من طرح سؤال واضح ولا يعرف حتى ما يريد منك أن تقوله!؟
لنضع الثقة في شبابنا و لنفتح أبواب السجون أمام الصحافيين والمدونين و كل معتقلي الرأي.
——من ماماتي——
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق