جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

لا للاتهامات المجانية*التيتي الحبيب

 لا للاتهامات المجانية

في ما يلي سأعمل على مناقشة ما كتبه الرفيق محمد بولعيش ونشره على حلقات تحت عنوان (ماذا ؟ إني أتهم ) بصفتي الشخصية كأحد مناضلي النهج الديمقراطي العمالي. وأكون بذلك قد حفظت للتنظيم الذي انتسب له حق الرد أو المناقشة إن هو ارتأى ذلك.
يشرح الرفيق محمد بولعيش لماذا وقع اختياره لهذا العنوان بقوله: "...اخترت ضمن عنوان السلسلة عبارة "إني أتهم" فقد قمت باستحضار رسالة إيميل زولا (j'accuse) الموجهة للرأي العام بخصوص ضلوع المخابرات الفرنسية في القرن 19 فيما عرف بقضية دريفوس Dreyfus الذي أوقعته المخابرات في مخالبها، فحوكم زولا ونفي إلى لندن، وبعد ذلك بضعة أشهر أعيد الاعتبار للضابط الفرنسي اليهودي دريفوس الاعتبار وأعيد إدماجه في الجيش .."
فإذا كان لزولا دريفوسه الذي دافع عنه حتى أعيد له الاعتبار وادمج في صفوف الجيش الفرنسي. فما هو يا ترى دريفوس الرفيق بولعيش والذي كتب من اجله مقالته الاتهامية؟ هل هو تيار الثورة الهادئة الذي أقصي من الحزب؟ والذي على شاكلة دريفوس سيعاد له الاعتبار ويدمج في صفوف الحزب ليرجع الرفيق محمد بولعيش من المنفى ويلتحق بالحزب بعد أن يقر بالأخطاء موضوع الاتهامات ويتخلص من الاشرار ...؟ ما تضمنته مقالة زولا المغرب الرفيق بولعيش تسمح بمثل هذه الاستنتاجات.
لكن، ما موقع تنظيم النهج الديمقراطي من هذه الاتهامات؟ لماذا اقحم في معركة دريفوس المغربي وبقلم زولا المغرب؟
انه لأمر محير عند أول ولهة، لكنه سينجلي عند القراءة المتريثة. لم اكن ارغب في هذا الرد السريع لكن الحكمة تقول ان السكوت علامة رضى وقبول وهو الامر الذي ارفض ان يعتبر القراء ان ما كيل من تهم لتنظيم النهج الديمقراطي ومن بعده لحزب النهج الديمقراطي العمالي هي تهم مقبولة وواردة ولها مصداقية.
سأقف عند ما اعتبره تهما موجهة للحزب لأبين تحاملها وخلفية سردها أما لتقوية موقف المتهم او للدفاع عن رأيه وتسفيه مواقف النهج الديمقراطي. اقوم بذلك ليس حبا في المنابزة او صراع الديكة لكن للدفاع عن النفس ما دامت هناك نفس أو شيء منها، وظلم ذوي القربى اشد مرارة وأقوى.
واليكم رفضنا للتهم وحيثياته.
الاتهام الاول
"وحزب النهج الديمقراطي الذي اعتبر نفسه وريثا شرعيا لمنظمة إلى الأمام، رغم وجود عشرات بل مئات من المناضلين من كانوا ينتمون إليها، منهم قادة تاريخيون للمنظمة فوجدوا أنفسهم محرومين من الإرث الذي ساهموا في بنائه ومراكمته .."
هل هذا الكلام دقيق؟ وهل حرم النهج الديمقراطي القادة التاريخيين للمنظمة من حقهم في الإرث؟ متى وقع هذا الحرمان؟ هل سبق لأحدهم أن طالب بحقه ومنعه حزب النهج الديمقراطي من الارث؟ الم يكتب مناضلو النهج الديمقراطي بان الى الامام ملك للشعب المغربي وارثها مشاع لجميع المناضلات والمناضلين المخلصين لتاريخها ولخطها الايديولوجي والسياسي ولتضحيات مناضليها وشهدائها؟
وبالرجوع إلى موقف النهج الديمقراطي العمالي وعلاقته بهذه المنظمة العتيدة نقتبس هذه الفقرة من أطروحات التنظيم:
مقتطف من اطروحات المؤتمر الوطني الخامس.
" - يمثل حزب النهج الديمقراطي العمالي امتدادا للحركة الماركسية العالمية التي أطلقها ماركس وإنجلز، والتي قدمت ملايين الشهداء من أجل تحرر وتقدم الإنسان وناضلت ولازالت تناضل في كل بقاع العالم ضد همجية الرأسمالية ومن أجل بناء الاشتراكية في أفق الشيوعية، وهو شكل من أشكال الاستمرارية السياسية والفكرية للحركة الماركسية- اللينينية المغربية، وخاصة منظمة إلى الأمام، وقد تشكل في ظل ظروف موضوعية تميزت بانفتاح ثغرة في جدار القمع بفعل النضالات التي خاضها شعبنا من أجل الديمقراطية، واشتداد الضغط الدولي على النظام المخزني، الذي دخل، نتيجة ذلك منذ بداية التسعينات، في مناورات سياسية يرمي من ورائها إلى التظاهر بإجراء إصلاحات ديمقراطية ولكن دون التفريط في الجوهر المخزني للدولة. وفي ظروف ذاتية تمثلت في قناعة الانخراط العلني في العمل السياسي للمساهمة بشكل أكثر فعالية في نضال شعبنا من أجل التحرر والديمقراطية وفتح الطريق لبناء المجتمع الاشتراكي.
لذلك فحزب النهج الديمقراطي العمالي ينهل، على مستوى مرجعيته التاريخية والفكرية والسياسية، من رصيد فكري وسياسي وكفاحي تطور في بلادنا منذ نهاية الستينات رغم كل محاولات الاجتثاث والتلغيم والاحتواء والتمييع.
إن الاستمرارية تعني التمسك بالقيم الكفاحية التي بلورتها الحركة الماركسية – اللينينية عبر عقود من النضال والصمود في وجه واحدة من أعتى آلات القمع في المنطقة، غير أنها تعني أيضا نقد وتطوير وإغناء ذلك الرصيد الفكري والسياسي والنضالي على جميع المستويات خدمة للمشروع التحرري الديمقراطي والاشتراكي."
اطلب من الرفيق بولعيش اسقاط تهمة الوريث الشرعي ل الى الامام.
الاتهام الثاني.
"وكانت الحركة من أجل الديمقراطية أول كيان سياسي يضع الملف القانوني لدى السلطات المعنية، واعتبر حزب النهج ذلك انبطاحا ورضوخا للضغط المخزني، قبل أن يعمد كاتبه العام الرفيق عبد الله الحريف إلى دق باب وزارة الداخلية لنفس الهدف بضع سنوات بعد ذلك، فما كان محرما لم يعد كذلك!!"
تهمة طائشة مثل الرصاصة الطائشة. كان هناك نقاش صحي ولا زال الى اليوم حول موضوع القانونية والعلنية ولما اتفق مناضلات ومناضلو النهج الديمقراطي على موقف موحد اتجهوا إلى تطبيقه وليس في ذلك عيب او حرج ولا مجال لاعتماده اليوم في الاتهام بازدواجية الحلال والحرام. كما أن موقف مناضلات ومناضلي النهج لم يعرقلوا تأسيس التنظيمات الاخرى.
يرجى من الرفيق إسقاط هذه التهمة لأنها فقط مثل الرصاصة الطائشة تريد ترك او تعميق الجراح بشكل مجاني.
الاتهام الثالث.
انعقد المؤتمر الاندماجي رغم كل هذا وبكل هذا ، في أجواء عامة تكاد تكون باردة لا مبالية ، رغم محاولات "تسخين الطرح" ورغم الحضور الوازن لقادة حزب النهج الديمقراطي العمالي وروافده ، ولم يصنع المؤتمر بالتالي حدثا يشغل الناس كما كان صناعه ينتظرون .. "
يتكلم الرفيق بولعيش عن الحضور الوازن لقيادة النهج الديمقراطي وروافده في جلسة المؤتمر الاندماجي لمكونات حزب فيدرالية اليسار ورغم ذلك الحضور لم يكن المؤتمر حدثا... استغرب حشر النهج الديمقراطي في هذا الصراع مع الحزب الجديد. كما استغرب الثقة التي تكلم بها بولعيش عن الحضور الوازن لقيادة النهج وكأنه تمكن من التعرف عليها وعلى وزنها ضمن قيادة النهج الديمقراطي العمالي. زاد الطين بلة لما تكلم عن روافد الحزب التي حضرت ولم تعطي للمؤتمر الاندماجي تلك الصورة التي كان صناع المؤتمر ينتظرون. كانت روافد النهج الديمقراطي ميكروسكوبية وهذه أيضا تهمة لقيادة النهج الديمقراطي العمالي ولروافده المزعومة.
ارفض هذه التهمة لان الرفيق بولعيش حشر انفه في قضايا تهم حزب النهج الديمقراطي العمالي الذي لم يقم أي من مناضليه بالإساءة الى الرفيق ابولعيش زولا المغرب لما قرر النهج الديمقراطي العمالي ان يحضر وفده للجلسة الافتتاحية لحزب فيدرالية اليسار. نرفض الوصاية وما بالك أن نسمح لصاحبها أن يحولها إلى اتهام ضد حزبنا.
الاتهام الرابع.
"ها قد مر المؤتمر الخامس لحزب النهج الديمقراطي الذي أضاف إلى تسميته صفة العمالي "
الرفيق ابولعيش يسمح لنفسه بالكلام عن اسم الحزب بهذه الطريقة الكاريكاتورية وكانت نتائج المؤتمر الوطني الخامس هو إضافة صفة العمالي لاسم الحزب الذي تم الإعلان عن تأسيسه. كان حري بالرفيق محمد بولعيش استحضار 6 سنوات من التحضير وشروط انعقاد المؤتمر والمخاض الفكري والسياسي والتنظيمي وقد تم إشراكه نسبيا في هذا المخاض. لكن اتضحت الأمور اليوم بهذه المقالة الاتهامية لزولا المغرب دفاعا عن دريفوس المغرب.
ارفض هذه التهمة واطلب من بولعيش استحضار الموضوعية والرد الجميل لما قام به مناضلات ومناضلو هذا الحزب الذي يسفه مؤتمره الخامس. لقد مددنا اليد في إطار ما كنا نعتقده واجبنا وقمنا به بإخلاص شديد ومارسنا العمل بمبدأ " وحدة- نقد- وحدة" لكن زولا المغرب يصحح الأمر ليقول أن النقد هو الأول والابقى ومدخله هذه الموجة من الاتهامات.
الاتهام الخامس.
"...وعرفنا مجريات المؤتمرين، طبعا لم نطلع على كل ما جرى، فللمؤتمرات جوانبها السرية لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ممن يتحكمون في دواليب الأجهزة وخباياها "
نفس الاتهامات بصدد المؤتمر الوطني الخامس. انها اتهامات مبطنة بانعدام الديمقراطي والكولسة. وهي اتهامات باطلة يشهد عليها جميع مناضلات حزبنا لأنهم عقدوا مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس.
ولهذا ارفض هذه الاتهامات في حق إحدى محطاتنا التاريخية ولا يحق لبولعيش أن يقدح فيها أو يتناولها بسوء وهو ما نتج عن كلامه المجانب للحقيقة والموضوعية. لقد تأسس الحزب المستقل لطبقة العاملة بطريقة نضالية سلسلة ونتيجة الشروط الموضوعية والذاتية. نرفض أن يقال بأنه خرج من الخيمة مايل لذلك سقط. كنا ننتظر السند والدعم من الرفيق محمد بولعيش لكنه يوجه رصاصه الطائش إلى مشروع تاريخي وعظيم.
الاتهام السادس.
"فتحديد السقف السياسي في شعار الملكية البرلمانية وتعريفها بفصل السلط الثلاث أو الأربع، وإضافة عدم الجمع بين السلطة والمال أو/والفصل بين الدين والسياسة، دون الدخول في التفاصيل غير كاف، كما أن رفع شعار التغيير الديمقراطي وأمثاله من الشعارات دون تحديد دلالته ومداه، أمر غير كاف أيضا .. فماذا نعني بالشعارين؟ ما هي طبيعة النظام ومكوناته وما هي المهام والوظائف المخولة لأطرافه وما حدود سلطهم؟ وكيف نحقق الهدف/الشعار وبأية أدوات وأية وسائل ومع من؟ وماذا نعني ببناء مجتمع ذي أفق اشتراكي مثلا؟ ما نفعله أننا نحدد غامض بغامض آخر. قد يتحجج البعض قائلين: إننا لا نريد نشر نوايانا أو أهدافنا حتى لا تكون سلاحا في يد المخزن لضربنا ومحاصرتنا .. ولكننا مقابل هذا نقود الناس/الجماهير التي تثق بنا إلى المجهول، يتبعوننا أو نطالبهم باتباعنا دون أن يعرفوا إلى أين نحن ذاهبون بهم وما هو المطلوب منهم"
قد يعتقد بعض القراء ان موقف الرفيق بولعيش هو على مسافة من الموقفين المذكورين أعلاه وهذا خطا لان الرفيق ينتقد الموقفين لأنهما غير واضحين مكيف له ألا يتبنى موقفا معينا وواضحا. انه يتبنى موقف الملكية البرلمانية وهو ضد الموقف المناقض والغير واضح الأفق والذي يقود الجماهير الى المجهول...
انه أيضا اتهام للنهج الديمقراطي بتهمة متداولة اكتفى الرفيق محمد بولعيش بصياغتها بشكل ملطف. النهج الديمقراطي وغيره يريدون جعل المغرب مثل سوريا او ليبيا وهو ما تم الترويج له إبان 20 فبراير أو من اجل الدفاع على شعار الملكية البرلمانية.
نرفض هذه التهمة ممن يعتبرون أنفسهم الأقرب ألينا. لان تبنيهم لها يعني أنهم وضعونا في مرمى أسلحتهم وستكون وخيمة العواقب لأنهم اخلوا بواجب الرفاقية والوحدة النضالية.
الاتهام السابع.
" بخصوص حزب النهج لا بد من الاعتراف والشهادة له ولمناضليه بأنه حزب الميدان بامتياز، مناضلوه حاضرون باستمرار في كل المحطات النضالية: في الاعتصامات والوقفات والتظاهرات والمسيرات والتضامن مع مختلف الشرائح المجتمعية المتضررة من السياسة المخزنية، ومناضلوه يحضرون في كل اجتماعات الإطارات التي يتحملون المسؤولية في مكاتبها ولجانها وتنسيقياتها، على عكس أحزاب أخرى كما سجلت ذلك سابقا ..
لكن، رغم هذا الجانب الإيجابي جدا لي ملاحظتان حول أداء الحزب ونهجه: الأولى تتعلق بالجانب العملي، بالممارسة، والثانية بالجانب الفكري السياسي .. فالأولى "قديمة" ومستمرة في ممارسة الحزب منذ وجوده، وتتجلى في منحيين: المنحى الهيمني للحزب على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحده أو بالتحالف مع حزب الطليعة (في السابق)، واسترجاع بسيط للوائح قيادة الجمعية منذ أكثر من عقدين يوضح ذلك بجلاء، وهذا لا يعني أن الرفاق الذين تربعوا على قيادة الجمعية لا يستحقون ذلك، بل على عكس ذلك، ولكنهم ليسوا وحدهم من يستحقونه، وموضوعيا لا أفهم ولا أجد مبررا لهذا المسعى الهينمي على القيادة (لمناضلي الحزب والمقربين منه) وتوزيع ما تبقى من الكراسي عبر كوطات تراعي درجة التقارب والتفاهم على الإطارات الأخرى، والحزب في غنى عن كل هذا بالتأكيد ما دام مجال حقوق الإنسان يتطلب تجميع كل الطاقات المؤمنة بها وتوحيدها (بدل الانشطارات التي نشاهدها في الجسد الحقوقي) والدفع بالأطر الأكثر تشبعا بقيمها مهما اختلفنا معهم إيديولوجيا وسياسيا لتحمل المسؤولية ..
نفس الشيء يقال عن بعض النقابات القطاعية التي يهيمن عليها مناضلو الحزب ، التي يسعى الحزب - عبر قادته المؤثرين - لضمان استمرار هذه الهيمنة ولو ضدا على الديمقراطية الداخلية أحيانا كما وقع في حالات كانت محط صراع واختلاف هنا وهناك (قطاعا التعليم والفلاحة أساسا). مقابل هذا نجد ممارسة عكسية تماما داخل المركزيات النقابية حيث يقبل الحزب بهيمنة البيروقراطية ويسكت في الغالب على انحرافاتها واختلالاتها، ويدخل معها في توافقات ومساومات لضمان كوطا معينة وتواجد محدد .. ولا أفهم إطلاقا كيف يقبل بعض قادة الحزب النقابيين استمرارهم في تحمل المسؤولية رغم تجاوزهم سن التقاعد بسنوات عدة، وهو أمر كانوا وكنا ننتقده ونرفضه!" انتهى الاقتباس
هذا الكلام رغم ديباجته التي حاولت أن تكون موضوعية لان الواقع يفرض كل ما ذكره الرفيق بولعيش لكنه قفز على التضحيات التي يقوم بها أعضاء هذا الحزب في تلك الإطارات الجماهيرية من مقرات ومن حضور وتاطير وفي ذات الوقت بتجرد ونكران الذات في الغالب وقد تكون هناك أخطاء او زلات. لكن الكلام عن الهيمنة بمفهوم إزاحة المكونات الاخرى هو كلام غير دقيق.
اما تهمة قبول هيمنة البيروقراطية والسكوت على افعالها فهو بدوره كلام غير دقيق ويقفز على التفاصيل التي يسكنها الشيطان كما يقال.
الاتهام الثامن.
"الملاحظة الثانية ترتبط بما قام الحزب بالترويج له قبل عقد مؤتمره الخامس بصدد بناء حزب العمال وعموم الكادحين وفتح بخصوصه لقاءات وندوات داخلية ومع أطراف يسارية حضرتُ بعضها ، وقد توقفتْ بسبب جائحة كورونا ، وهو الأمر الذي حذا بالمؤتمر إلى تغيير إسمه إلى حزب النهج الديمقراطي العمالي الذي أعتقد بأنه تسمية شكلية .. نظريا أظن أن كل مناضل ماركسي حقيقي لا يمكنه إلا أن يضع هذا الهدف ، هدف بناء حزب العمال والكادحين ، على رأس أولوياته لكن بتوفير شروط البناء الموضوعية : التواجد مع العمال في أماكن عيشهم وعملهم (أتذكر كيف كانت منظمة إلى الأمام تدفع مناضليها للانخراط في العمل بالمعامل والأوراش ليحتكوا بالطبقة العاملة ويستقطبوا العمال إلى حظيرة المنظمة) ، والدفع بهم للانخراط في النقابات ليكتسبوا "الوعي الاقتصادي" الأولي بالاستغلال بعد الوعي العفوي الذي يكتسبونه من عملهم عبر الاحتكاك بقوة الرأسمال ، وفي النقابات يكتسب المناضلون مصداقية تدفع العمال إلى اتباعهم والإيمان بهم وبالتالي الانتماء الطوعي للحزب ، وعندما يصبح العمال قوة أساسية في الحزب يصبح تغيير الاسم منطقيا وموضوعيا . أما في حالة بقاء الحزب تتحكم فيه مكونات من البورجوازية الصغرى والمتوسطة دون أن يعرف الحزب تطورا نوعيا من حيث منخرطيه فإن تغيير الإسم كان ترفا سياسيا لا غير ، ولن يشفع له وجود بعض المناضلين العمال وبعض العناصر من "البروليتاريا الرثة" داخله بذلك .."
لم افهم بالمطلق ما هو غرض الرفيق محمد بولعيش بنعث اعضاء النهج الديمقراطي ببعض العناصر من البروليتاريا الرثة التي وضعها بين ظفرين.
هل وقع للرفيق تصادم مع اعضاء الحزب المنتسبين للبروليتاريا الرثة او هل قاموا أمامه أو ضده بممارسات البروليتاريا الرثة؟ هل سرقوك او احد رفاقك. هل تعتقد أن الحزب حتى وان استقطب من هذه الفئة الاجتماعية سيهملها ولا يقوم بواجب تربيتها وتكوينها لتصبح شيوعية تمتاز بأخلاق المناضلين الشيوعيين وتنتفى الفوارق الاجتماعية بينهم وبين العمال والمثقفين الثوريين؟ هل فهمك لأطروحة الكادحين التي يقول بها الحزب هو الذي جعلك تطابق بين الكادحين والبروليتاريا الرثة؟ الم نضع بين أيديك أيها الرفيق محمد بولعيش كراسة عن الحزب نوضح فيها ما نعنيه بالكادحين؟
لكل ما سبق اطلب إعفاء النهج الديمقراطي العمالي من كل تلك الاتهامات الواضحة او المبطنة. أن تخوض الأطراف الصراع فيما بينها ذلك شانهم الداخلي او الخارجي، لكن ان يتعمدوا إقحام النهج الديمقراطي العمالي بشكل معيب أمر لا نقبله، لأنه فيه شيء من الوصاية واعتداء على حقه وفيه أيضا مس بمصداقية خطه وتضحيات مناضلاته.
من حق الجميع أن يناقش خط الحزب أطروحات وممارسات؛ لكن ضمن ضوابط نزيهة، والتزام بأصول الصراع النظري والسياسي.
التيتي الحبيب
31/01/2023


رد الرفيق بولعيش محمد
توضيح بصدد سلسلة "إني أتهم"
ما كنت لأعود لهذا الموضوع لولا لجوء بعض الرفاق إلى ردود فعل في بعضها إسفاف وقذف مشين ، وفي بعض آخر تجنّ وتشنج . فكان لا بد من تسجيل بعض الملاحظات والتوضيحات بصدد ما قرأته وتابعته :
1 - أنني عندما كتبت ما كتبته عن تجارب أحزاب اليسار نقدا وانتقادا اعتبرت ذلك حقا لي ومسؤولية تجاه فضاء أنتمي إليه ، ولم أمس أحدا في حياته الخاصة ولا في علاقاته الحميمية ، بل تحدثت عن بعض القادة باعتبارهم أشخاصا معنويين مسؤولين معرضين للمساءلة والنقد ، ما دامت كل مسؤولية تتبعها بالضرورة مساءلة ومحاسبة حتى ..
2 - أنني أوضحت في نهاية السلسلة لماذا اخترت واستعرت من إميل زولا عنوان رسالته : إني أتهم ، لإعجابي بشجاعته وصراحته ووضوحه ، ولم أفعل لأني أريد مقارنتي به ، وهو أمر بعيد المنال ومستبعد جدا ، لأني لم أدّعِ يوما أني كاتب أو روائي أو منظر !
3 - أنني لم أسعَ يوما في تجربتي كلها سياسية كانت أو نقابية أو غيرهما إلى الوصول إلى منصب أو كرسي أو تحقيق مصلحة ، ومن رافقوني يعرفون ذلك جيدا ، وحتى المسؤوليات التي تحملتها وجدت نفسي في خضمها دون رغبة مني ، ولم أتردد في تقديم استقالتي منها كلما تناقض وجودي بها مع قناعاتي ، ولا أسعى الآن إلى منصب أو تحقيق هدف شخصي أو جماعي ، أو استرجاع مكانة ما ، من وراء ما دونته وما سأدونه مستقبلا إن طال بي الأمد ..
4 - أن بعض الرفاق يضيقون ذرعا بالنقد (أما الحديث عن النقد الذاتي فمن سابع المستحيلات !) وأن "قشابتهم ضيقة" فيبحثون عن "جوى منجل" بتحريف بعض الكلام عن مواضعه لإيجاد مبرر لخلق "قطيعة" ما كانت أبدا تخطر على بالي ، لأن اختلافي مع بعض الرفاق ونقدي لممارستهم لا يعني عدائي لهم وبالأحرى حقدي عليهم ، لأنني مقتنع تماما بصواب المثل المغربي القائل : "عاملني معاملة خوك وحاسبني محاسبة عدوك" ، وما ثبت أني أسأت لأحد أو "قللت الحياء" تجاه أحد ..
5 - أنني لن أنزل إلى مستوى السفاهة والسفالة والوقاحة الذي نزل إليه بعض الرفاق الذين لم أكُن أُكِن لهم إلا الاحترام والتقدير ، ولن أجاريهم في هذا الحقل اللغوي الذي لجؤوا إليه ، وتصرفهم هذا لا معنى له إلا بتأكيد ما سبق لي أن قلته عن عبادة الأشخاص وتقديس القادة بكل الوسائل حتى اللاأخلاقية منها ..
6 - أؤكد مجددا على أنني لن أحيد عن قناعتي وعن ديدني قيد أنملة ، وسأظل ذلك المناضل البسيط الذي بلغ به السن عتيا ، ولن يصمت أبدا ، ولن يخضع لتهديد أو ترهيب ، ويأمل أن يقضي ما تبقى من عمره في طاعة ضميره وإرضائه ، محافظا على علاقات المودة والاحترام مع جميع الرفيقات والرفاق ، إلا من أساء التقدير فأساء إلي بوعي وسبق إصرار .
وبه وجب الإعلام والسلام ، ولن أعود إلى هذا الموضوع .

رسالة إلى رفيق .
رسالة إلى رفيق كنت أعزه ولا زلت أحترمه .
رفيقي :
كنت قد وعدت نفسي ألا أعود للموضوع لكن إصرارك على الاستمرار في المناوشة جعلني أجد نفسي مضطرا لوضع النقط على بعض الحروف لتصحيح بعض المغالطات وتصويب النقاش :
1- كنت أتمنى أن تناقش ، رفيقي ، ما ورد في تدوينتي من أفكار ومواقف لا أن تناقش شخصي كزولا المغرب أو دريفوس الذي أبحث عنه ، ولا سعيي لاسترجاع مكانة لي أو لتيار الثورة الهادئة داخل الاشتراكي الموحد بعد تصفية أعداء مفترضين .. سوء النية والرغبة في الانتقام جليان في مسعاك ، شخصيا أرفض أن أسير في هذا المنحى الشخصاني ..
2 - لتحقيق هذا الهدف تصبح كل الأساليب متاحة ، منها ليّ عنق بعض العبارات والمصطلحات كعبارة "البروليتاريا الرثة" بجعلي أقصد بها عددا من المناضلين الذين أعتبرهم - بحسبك - سلاكيط أو صعاليك ، والحال أني أنزه نفسي وأترفع عن وسم أي مناضل مهما يكن حجمه بمثل هذه الصفات عكس البعض ، وللعلم فهذا المصطلح تحديد علمي ماركسي لشريحة مجتمعية ، أي مبتدئ مطلع على الأدبيات الماركسية يعرفه ، إلا إذا .. ووضع العبارة بين مزدوجتين يعني أني نقلتها ولست صاحبها ..
3 - بخصوص بناء الحزب العمالي أرى أن هناك منطقين اثنين يحكمان العملية ، أحدهما خاطئ جدا بالضرورة ، الأول ينطلق من بناء الحزب العمالى شكلا (أجهزة وقنوات تنظيمية) أولا ثم البحث عن العمال والكادحين لتأثيث جنبات الحزب التنظيمية بهم متى كان السبيل إلى ذلك ممكنا ، وفي انتظار ذلك تبقى البورجوازية الصغيرة (وهو مصطلح ماركسي آخر ) هي المدبرة لشؤون الحزب ، والثاني ينطلق من "البحث" عن العمال والكادحين أولا والعمل معهم وكسب ثقتهم فينخرطوا في الحزب طوعا أو استقطابا حتى يصبح الحزب ، وبالتوازي ، عماليا ويصير أمر التسمية مسألة تحصيل حاصل ..
4 - أعتقد أن النقد والنقد الذاتي وسيلتان لازمتان للأدبيات الماركسية ، بهما يتم تقويم الاعوجاج وتجاوز الأخطاء والخروج من المطبات ، بجرأة وشجاعة ونكران ذات وتقبل للرأي الآخر الذي قد يكون حاملا للصواب والحلول ، ورب ضارة نافعة . ومرحبا ب"نقد - وحدة - نقد" فهذا لن يرهبني ..
رفيقي :
كنت أتمنى أن تدحض الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة وأن يكون واقع الحال مدعما لما تذهب إليه دون تأويل أو تحريف لكلامي ، لأن ما طرحتُه واضح جلي بسيط لا يحتاج إلى قراءات متعددة ولا إلى تأويل قسري مبتسر .. وكنت أتمنى أن تظهر لي مكامن الخطإ فيما ذهبتُ إليه فأعتذر أو أصحح ما تقدمت به ، لأن كل رأي أو فكرة أو موقف قد يحتمل الصواب والخطأ باعتباره منتوجا بشريا .
تحياتي ومعذرة إن عدت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *