رسالتي الى ولدي عمر لليوم 214 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
28/02/2023
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 214 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
عندما يستبد الخوف بالمواطنين ، ولقد استبد فعلاً بفعل مقاربة أمنية مطلقة، يصبح التعبير عن الغضب والألم جريمةً.
عندما تطحن هذه المقاربة خيرة شباب المغرب ونخبته بالمحاكمات الصورية ودفنهم بالسجون لسنوات طويلة، ينتشر الخوف في مفاصل المجتمع ويصيبه الشلل.
ونحن نرى ونسمع صيحات الشبان و الشابات المرسبين في امتحان الأهلية لممارسة المحاماة،
ودفاعهم عن مطالبهم بعد يأسهم من إنصافهم من قضاء المغرب، كيف جعلوا من حياتهم، بعدما تجاوزت الخروقات حدود العقل والمنطق والأخلاق، قرباناً بعد دخولهم في إضراب لا محدود عن الطعام.
هؤلاء الشابات والشبان فاجأونا بشجاعتهم وبثقافتهم العالية وبتضامنهم ووحدتهم.
وهؤلاء يشكلون نخبةً لها من العلم والوطنية التي تنعدم في من اختطفوا دولتنا ويحكموننا بالنار والحديد.
الخوف من القمع لا يكفي لإسكات المقهورين عندما يستبد الخوف بهم على مستقبلهم الذي يُختطف بالتزوير والمحسوبية.
الغضب من سياسات طبقية احتكرت الدولة واختطفتها لخدمة مصالحها بنهب خيرات البلاد وتفقير العباد.
الألم يشتد تحت وطأة الخوف من القمع والبطش رغم ذاك الغول الذي يهدد المغاربة في حقهم الطبيعي: غول الجوع عندما أصبح الطعام شبه غير متاح للفقراء بفعل الارتفاع المهول لجميع المواد الاستهلاكية.
وهل ينفع الخوف من القمع أمام تهديد الجوع؟
على هذه المغامرة بصورة واستقرار البلد أن تنتهي، وتقضي شجاعة السياسي العاقل أن يتدارك عواقب هذه المغامرة على المجتمع وتماسكه.
لا عليك ياولدي! لقد جعلوا منك فزاعةً لتخويف الأصوات الحرة فصرتَ صوتاً حراً ورمزاً للصمود رغم سياسة التخويف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق