رسالتي إلى ولدي لليوم 215 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي لليوم 215 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
وصلنا ياولدي سلام صديقك العزيز سليمان الريسوني من سجن عين برجة بالدار البيضاء.
يسأل عنك وعن أحوالك بسجن تيفلت 2.
افتقدنا أخباره لمدة طويلة ولم نجد غير يوسف الريسوني ليمدنا بأخباره ويطمئننا على وضعه.
واستغل هذه المناسبة لأذكره بما كتبته عنه تضامناً معه مباشرةً بعد اعتقاله.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
صباح الحرية صديقي العزيز سليمان.
وأنت حيث أنت وحيث ارادوك ان تكون في ركن شيطاني بين طابوهين يعدمان الحرية والتحليق بعيدا عن الحجر ليس حجر الجائحة ولكن حجر الكلمة الحرة.
ومند ان ركبت صهوة منبرك بعد ان غيبوا صاحبك وأنا اقرأ افتتاحياتك التي جعلت منك واحدا ووحيداً بعد أن أصاب التصحر كل فضاءات الكلمة الحرة وانسحب الكل تحت قصف الخوف، وأنا كما قلتَ انتظر دورك في التغييب .
هذه المرة ليست كل المرات السابقة. لقد وضعوك بعد تفكير وتخطيط في زاوية لها بابان ممنوع على الأصدقاء والرفاق عبورهما اليك . جعلوك منتهكاً لمن ينتهكون أصلاً حقوقهم دولة ومجتمعاً.
واغلقوا باباً يتسرب إليهم الخوف منه، باب التعبير الحر وتعرية البؤس الذي يعوم على البلد من كل صوب ويصيبها بالعقم والعيب.
وانت وحيد في فضاء جفت منابعه وتسرب اليه التافه والمأجور لم تلتفت ولم تنتبه لأنك مقدام ومخلص للكلمة التي اخذتك بعيداً عن النفاق والتمسح ، سرت منساباً كجدول نحو مروج الحرية والانطلاق وليكن ما هو كائن لك الآن .
عرفتك في محنة صديقك عمر الراضي الذي دونتها تضامناً وحباً وعرفتُ معدنك الأصيل في الاعتراف بالتضحية والالتزام بجميل الصمود في وجه آلة القمع والتغييب.
وانت هناك أردتُ أن اصل اليك عبر هذه الرسالة وأن اقول لك إنني أعرف درجة صمودك وقوة مناعتك ولأعبر لك عن تضامني معك ومع رفيقتي الغالية خلود وصغيركما هاشم.
…………………………………………………………..
لكم الحرية أيها الأبطال ، أبطال الكلمة الحرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق