رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 216 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
02/03/2023
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 216 من السنة الثالثة من الاعتقال التعسفي.
لو كان الحكم حكيماً ياولدي لكنتَ واحداً من عيون البلد عوض السجن والتغييب.
لكن الحكمة السياسية تغيب في دوائر حكمنا.
نعتقد جازمين أن الدولة في أزمة عميقة عندما قررت تغييبكم واستحضرت شياطين هذا العهد كرموز للفساد والتغول السلطوي والمالي.
في هذه الظرفية التي تستدعي الإرادة السياسية الديمقراطية، نحتاج لأمثالكم للتنبيه إلى حجم انزلاق الفساد وافتراس إمكانيات الدولة وتهديد استقرارها من طرف بنية سياسية تفتح الطريق لطبقة مفترسة بتكميم أفواه الوطنيين المخلصين وتغييبهم في السجون.
ما كنتَ تشتغل عليه ياولدي من نهب وسطو على الأراضي الجماعية ارتفعت سرعته بشكل مهولٍ بعدما تم تغييبك في السجن لست سنوات ظالمة.
وهذه مهلة لكي يتم السطو بدون احتجاج وبدون تغطية صحافية مهنية ومستقلة.
الأمن الداخلي والخارجي الذي اتهموك بتهديده صار مهدداً أكثر بعد اعتقالك.
والتخابر الذي اتهموك به مع جهات خارجية لها علاقة بجهات استخباراتية، تبين أن ديبلوماسيي الدولة غارقين فيه حتى العنق.
وصار العالم يحاكم ديبلوماسيتنا بالتخابر والإرشاء وتوزيع المال العمومي على لوبيات مُتاجِرة ومبتزَّة من أجل التأثير على المنظمات الحقوقية الدولية وتوجيه تقاريرها لصالح الحكم.
ألا يكفي كل هذا لتستقيم السياسة الوطنية وفق التدبير الديمقراطي الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة ويحفظ عيش وكرامة المواطنين وحقوقهم ؟
أنتَ ياولدي ضحية غياب الحكمة والحكامة اللتين عوضتهما المغامرة والسطو على الحكم.
اصبر أيها الصامد وليلتك دافئة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق