جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

سنتان و 246 يوماً من الاعتقال التعسفي.

 01/4/2023

سنتان و 246 يوماً من الاعتقال التعسفي.
تحل اليوم ذكرى أخرى أرعبتنا حينها كما أرعبتك.
ذكرى ترحيلك الهوليودي من سجن عكاشة بالدار البيضاء إلى سجن تيفلت 2 الذي يبعد عن الدار البيضاء بحوالي 150 كلم، يوم الجمعة فاتح أبريل 2022.
يوم السبت ثاني أبريل صباحاً، رنّ الهاتف من رقم لا نعرفه، أجابت والدتك فتفاجأنا بصوتك ، و قلت لنا لدي "5 دقائق لكي أكلمكما أنا الآن بسجن تيفلت2"، وحدها هذه الجملة كادت تقصم صبر والدتك، لِما يُحكى عن تاريخ هذا السجن، قلت لنا إنك بخير فلا تفزعوا.
كيف لا نفزع يا ولدي و نحن أحسسنا وكأن السماء أطبقت علينا.
انتظرنا يوم الاثنين وكأن الطير فوق رؤوسنا، توجهنا الى سجن تيفلت 2، و قطعنا المسافة التي بدت لنا كسنة ضوئية.
عند وصولنا تفاجأنا بخلو المكان من الزوار و بائعي أكياس البلاستيك كما تعودنا في سجن عكاشة.
كنا لا نفكر في شيء، سوى رؤيتك يا ولدي، وما هي إلا دقائق و عمر أمامنا عانقناه بكل قوة و حب، حاول أن يبدِّد حزننا و خوفنا عليه وقال أنه بخير الآن.
وحكيتَ لنا ياولدي ما حدث يوم الجمعة و كيف تم ترحيلك بدون سابق إنذار و بدون مهلة تسمح لك بجمع أغراضك وكتبك بطريقة غير مهينة.
قلتَ لنا أنه يوم الجمعة صباحاً أيقضوك باكراً على غير العادة وطلبوا منك استعمال الهاتف لأن خطوط الهاتف ستُقطَعُ من أجل الإصلاح.
نتذكر تلك المكالمة وكيف استغربنا من توقيتها ونحن الذين كنا عقدنا العزم على لقاء أصدقاءك حتى يتمكنوا من سماع صوتك على الهاتف أثناء مكالمتك.
تابعت سردَك لأحداث ذلك اليوم، و قلت لنا إنه بعد مكالمتك لنا، حضر الاستاذ المسعودي لزيارتك ، وقلتَ بأنك أمضيت معه وقتاً ممتعاً وكنتَ سعيداً ومرحاً بهذه الزيارة.
ولكن، مباشرة بعد مغادرة الأستاذ محمد المسعودي طلبوا منك الاستعداد للترحيل وأعطوك مهلة خمس دقائق لجمع كل أغراضك وكتبك، وكيف مزقوا صفحات من بعض الكتب لأنك سجلت على هوامشها بعض الملاحظات وكيف صادروا كل ما دونته وكتبته بطريقة مُذِلَّة.
كنت تسأل ماذا يحدث وإلى أين يأخذونَك ولكن يبدو أن لا أحد كان مسموح له بإجابتك.
رموا أغراضك في السيارة وركبتَ مصفداً مع شخصين تم انطلقا.
حكيتَ لنا أنك تصورتَ أنهم يحملونك إلى إحدى الأماكن المرعبة التي مرَّ منها عدد من المختطفين وتصورتَ أنك تُختطف ما دام الشخصان يمتنعان عن الحديث معك والإجابة عن أسئلتك.
وهذا هو مصدر الرعب.
لكن عندما رنً هاتف أحدهم، سمعتَه يقول إنه متوجه إلى تيفلت. وهكذا عرفتَ اتجاه رحلتك.
كانت رحلةً قاسيةً لنا ولك.
ما أقواك ياولدي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *