جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

محمد ومريم بنصالح: سر النجاح "عطيني نعطيك"*إدريس ولد القابلة

 محمد ومريم بنصالح: سر النجاح "عطيني نعطيك"


ينتمي محمد حسن بنصالح إلى الدائرة الضيقة لكبار رجال الأعمال بالمغرب، وينحدر من مدينة بركان، من أب ترك له حينما كان في السابعة والعشرين من عمره، بضعة شركات مواد استهلاكية صغيرة، وسرعان ما تحول ذلك الشاب الذي لم يكن يتوفر على تجربة في مجالات المال والأعمال، من مجرد طالب كان قد أن أنهى للتو، دراسته الجامعية، إلى مُسير حاذق بمكتب والده المتوفي (عبد القادر بنصالح، المتوفى في 20 يونيو 1993، من موقعي وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 كان قد راكم ثروة ضخمة )، لتتحول المجموعة الاستثمارية لهذا الأخير من مجرد الاستثمار في قطاع التأمينات وإنتاج المياه المعدنية الشهيرة والماس إلى قطاعات تدبيرية وإنتاجية كبيرة ومتطورة.

واليوم فإن محمد بنصالح وأخته مريم،( التي اضطلعت بتسيير شركة "والماس" (سيدي علي)، وهي زوجة جمال شقرون نجل الفنانة أمينة رشيد) يوجدان على رأس العديد من الشركات، تعمل في مجال الصناعة كما الخدمات، وقسما العمل بينهما، بغاية تأمين توازن في التدبير، حيث اضطلع هو بالتدبير والتوقع وتخطيط استراتيجية المجموعة، بينما تكفلت هي بشركة المياه المعدنية وهو قطب رحى استثمارات المجموعة كما هو معلوم.
استطاع آل بنصالح أن يعيدا إلى السوق المغربية قنينة المشروب الغازي الأمريكية الأشهر بعد كوكاكولا ونعني بها بيبسي كولا، بعد اختفاء دام عدة سنوات، وذلك بموجب اتفاق مُجز للمجموعة المغربية، وقد استطاعت هذه الأخيرة أيضا شراء شركة التأمين "سند" سنة 1999 بمبلغ لا يقل عن 800 مليون درهم، وذلك بهاجس تدعيم موقع المجموعة في هذا المضمار المربح، وقد كان للتجميع الذي تم بين العديد من الشركات في القطاع بمبادرة من آل بنصالح قفزة نوعية في مجال مُنافسة الاستثمارات الأجنبية في مجال التأمينات، ولم يتوقف طموح المجموعة عند هذا الحد حيث انتقلت إلى مجال النقل الجوي .
بعد وفاة عبد القادر بنصالح، كانت المجموعة تعيش وضعية صعبة، لكن بعد إعادة هيكلتها، وهو العمل الذي نجح فيه بامتياز محمد حسن بنصالح خلال فترة لم تتجاوز ثلاثة سنوات، وذلك بفضل قروض ضخمة وبشروط متيسرة، وكذلك بفضل تحالفه مع مجموعة بنجلون لإنشاء، سنة 1998 أول شركة نقل جوية حرة مغربية، "إيرلاين الجهوية (تملك مجموعة "هولماركوم" 40 في المائة من رأسمالها) والتي كانت بمثابة رهان صعب.
وفي بداية سنة 2000 أبرم محمد حسن بنصالح بعد مفاوضات ماراتونية، اتفاقا مع الأمريكيين لإعادة ترويج المشروب الغازي، المنافس لكوكاكولا، بيبسي كولا بالأسواق المغربية.
وموازاة مع هذه النجاحات المحققة في ظرف وجيز، ساهمت "هولماركوم" في تمويل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وتتوفر المجموعة الآن على مساهمات مهمة في 40 شركة تنشط في مجالات متعددة، منها "أوربونور" و "ثلاجات المعمورة" و "كونطوار ميطالوجيك" و "سيريال" و"أطلانطا" و"لوكارتون" و "أوتيس ماروك" ووحدات إنتاجية في قطاع الصناعات الغذائية وقطاع التوزيع والتجارة.
وفي ظرف وجيز تمكن محمد حسن بنصالح من مضاعفة رقم معاملات مجموعته ثلاث مرات.
من الرجال الذين اعتمدت عليهم مجموعة "هولماركوم" صهر بنصالح، جمال شقرون، لاسيما في مجال تدبير الموارد البشرية إذ عمل بها 9 سنوات قبل إنشاء شركته الخاصة "جنرال ديفولوبمانت" (جي دي هولدينغ) المتحكمة اليوم في أكثر من 10 شركات تشغل ما يناهز 200 شخص وتنشط في مجال التكنولوجيا الجديدة والهندسة الصناعية والتدبير اللوجيستيكي والاستيراد والتصدير والعقار.
و من فتوحات مجموعة "هولماركوم" وضع اليد على كافة رأسمال الشركة المغربية للشاي والسكر، (سوماتيس) بمبلغ لا يتعدى 539 مليون درهم، علما أن هذه الأخيرة حققت رقم معاملات تجاوز 283 مليون درهم ونتائج استغلال (أرباح) تفوق 46 مليون درهم، وكانت هذه الصفقة جزءا من الاستفادة من "كعكة الخوصصة" ومن فتوحات "هولماركوم" كذلك إحداث محطتين للحبوب بميناء الدار البيضاء والجرف الأصفر، واللتان كلفتها استثمار 555 مليون درهم، منها 150 مليون درهما، عبر التمويل الذاتي والباقي (405 مليون درهما) بفضل قرض مسلم من "التجاري وفابنك" والقرض الفلاحي ومصرف المغرب والبنك المغربي للتجارة الخارجية.
يعزو بعض العارفين بالسيد بنصالح، نجاحه إلى "فضيلة الإنصات إزاء كل العاملين معه، من قمة تسييير المجموعة حتى أخصمها" وأيضا "لتعدد مصادر استفادته من عوالم قد تبدو متباعدة، انطلاقا من مجال الأعمال مرورا بعالم الفن وأخيرا وليس آخرا السياسة" وبصدد هذه الأخيرة فإنه ليس بخاف على أحد "القبول الحسن" الذي يحظى به آل بنصالح لدى الملك محمد السادس، ولا يخفى أيضا، أن الكاتب الخاص لهذا الأخير، محمد منير الماجيدي "يُنسق" مع المجلس الإداري للمجموعة في العديد من الملفات الاقتصادية ذات البعد السياسي، كما أن نوع التنسيق ذاته حدث أكثر من مرة، حينما "يجد الجد" وليس ببعيد عن الأذهان ما حدث حين هُددت الركيزة الاقتصادية الأساس في أداء المجموعة، ونعني بها شركة والماس، حيث امتد طموح أصحاب الشركة المنافسة سيدي علي إلى مجال أل بنصالح فكان الحسم من خلال قرار سياسي اقتصادي مشهود على الطريقة المغربية لفائدة هؤلاء الأخيرين، وبطبيعة الحال فإن المستفيدين من قرارات مصيرية مثل هذه، يكونون دائما مستعدين لرد الدين مضاعفا إن تطلب الأمر، ولعلكم ما زلتم تتذكرون في هذا الصدد، أن محمد بنصالح كانوا منذ بضع سنوات قليلة خلت على أتم استعداد لتلبية طلب نافذين في المخزن لشراء جريدتي لوجورنال والصحيفة من فاضل العراقي وابوبكر الجامعي وعلي عمار، لولا أن ترتيبات أخرى اقتضت أن يأخذ هذا الملف مسارا آخر وتلك حكاية أخرى.

 من مقال

 

أثرياء محمد السادس

إدريس ولد القابلة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *