جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عن الرفيق الراحل لحسن أمحجور مرة أخرى..الرفيق محمد بولعيش

 عن الرفيق الراحل لحسن أمحجور مرة أخرى..الرفيق محمد بولعيش

عندما قمنا بتأسيس النقابة المستقلة للمهن التعليمية كان لا بد من التحرك وبقوة وثبات لترسيخ التنظيم وتوسيعه اعتمادا على معيار الكيف أولا وليس الكم والعدد . وكانت فرصة تعرفنا فيها على مناضلين افذاذ واكتسبنا رفاقا وأصدقاء رائعين في الجهات الأربع من البلاد ، من تطوان إلى الصويرة ومن الدار البيضاء الى وجدة مرورا بسلا وقلعة السراغنة وآسفي وفاس وإفران .
بإفران هذه تعرفت على رفيق وصديق ليس له شبيه في طيبوبته وإنسانيته وصبره ومقاومته .. تعرفت عليه مع رفاق بتطوان - مدينته الأصلية - أمثال محمد امغاغة ومحمد ياسين الهبطي الذين أسسوا فرعا للنقابة بالمدينة ظلت من أهم الفروع وأطولها عمرا . هذا الرفيق هو الفقيد لحسن أمحجور الذي تطورت العلاقة به إلى علاقة عائلية حميمية بعد أن استقبلنا مرتين ببيته في إفران مع أسرتي ومرة وربما أكثر في بيته بتطوان بعد أن انتقل هو والأستاذة زوجته إليها.
في إفران هذه قام ببناء فرع للنقابة صمد طويلا أمام ردود الفعل المعادية نقابيا وسياسيا وإداريا ، وكان يدبر الأمر بحكمة وتبصر رغم صعوبة الظروف ، لكن الفرع انتهى بانتقال الرفيق الفقيد . بعد الانتقال إلى تطوان واصل نضاله النقابي مع رفاقه بالمدينة ، وظلت علاقاتنا مستمرة حتى بعد الموت السريري للنقابة مع حلول سنة 2005 ، وظل فرع تطوان أخر فرع يقاوم حتى النهاية .
لم يكتب للرفيق الراحل أن ينعم طويلا بالاستقرار وراحة البال حتى فاجأه المرض اللعين لتبدأ رحلاته المكوكية بين تطوان والدار البيضاء ، كان يأتي إليها سرا ويعود إلى تطوان سرا ، وكأن لسان حاله يقول : لا أريد إزعاجكم أحبتي بأن أزيدكم هما على همومكم ، إلا في حالات معدودات تمكنا من ضبطه وزيارته بمصحة الساحل أثناء خضوعه لحصص الشيميو والعلاج بأشعة الراديو ، كان منهكا رغم تحسن حالته بعض الشيء . زرته بتطوان بعد أن أنهى شوط الحصص ، ما كان ليخلد للراحة ويبتعد عن الساحة لأنه لم يألف هذا النوع من الحياة ، فبادر إلى تأسيس جمعية تعنى بالمرضى والمصابين بالسرطان بتنويرهم وتوجيههم ومساعدتهم ، ومن يستطيع فعل ذلك أحسن ممن جربه وأصيب به .
آخر مرة التقيت به كانت بمصحة الساحل ، كنت أخضع لحصة الشيميو ، وكانت زوجتي في انتظاري فرآها الراحل الذي كان مرفوقا بزوجته ، فنادى عليها ، لم تعرفه لأول وهلة للتغير الكبير الذي طرأ على بنيته . وأخبرها بأنه ينتظر الطبيب المعالج كما أخبرته بوجودي هناك . بعدما أنهيت الحصة ذهبت إليه ووجدته على كرسي متحرك في حالة ضعف بيّن ، ويبدو أنه أهمل نفسه بعض الشيء وتأخر في عيادة الطبيب المتابع لحالته كما أخبرتني الممرضة بذلك .
لم يمهله المرض طويلا إذ بعد أيام جاءنا نعيه من تطوان عبر الرفيق محمد امغاغة ، ولم أتمكن من تقديم العزاء المباشر لأسرته (اتصلت بها هاتفيا) ، ولا حضور جنازته لأنني كنت أنا أيضا في حالة غير مريحة وأتابع حصص الشيميو . عليك واسع الرحمة والمغفرة رفيقي وأخي وصديقي لحسن أمحجور ، وعلى روحك الطاهرة ألف سلام أيها الرجل الطيب ، إنك إن غادرتنا جسدا فإنك في القلب والوجدان والذاكرة باقٍ إلى أن نلتقي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *