جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

غازي الصوراني _ كيف ننظر إلى القدس ؟

 غازي الصوراني _ كيف ننظر إلى القدس ؟

ننظر إلى قضية القدس باعتبارها قلب ومحرك قضيتنا الوطنية من حيث الأهمية السياسية والدينية والتاريخية التي لا يمكن إزاحتها من الذهنية العربية الإسلامية والمسيحية في آن واحد، هذه الأهمية لا تتوقف عن الجانب المكاني أو الواقع المادي البشري أو الجغرافي بقدر ما تتغلغل في السيكولوجي الفلسطيني والعربي الداخلي الكامن رغم هذا الواقع المأزوم والمهزوم الذي نعيشه اليوم.
وبالتالي فإن التسليم بأن القدس مدينة موحدة - عاصمة للكيان الصهيوني - سيصيب بالضرر البالغ، الذي سيدفع إلى العزلة الكاملة بين الشعب الفلسطيني - وكافة الشعوب العربية والإسلامية - من جهة، وبين أي قيادة فلسطينية تقبل بهذا التسليم تحت أي ذريعة أو مبرر من جهة أخرى.
ذلك أن الإصرار على أن تكون القدس العربية عاصمة للفلسطينيين موقف تسنده الحقوق التاريخية والقانونية إلى جانب الشرعية الدولية، أما من ناحية السيادة المشتركة عليها، فهو أمر غير قابل للتحقق، خاصة في ظل السياسة العنصرية الصهيونية، عدا عن حقائق الواقع التي تشير إلى الوجود الموضوعي لمجموعتين سكانيتين في القدس - كما في فلسطين عموماً - لكل منهما هوية وطنية مختلفة ونقيضه للهوية الأخرى، وفي هذا السياق لا يمكن للهوية الفلسطينية أن تنتمي للهوية الصهيونية مهما امتلكت هذه الأخيرة من عوامل القوة والإكراه من جهة، ومهما تبدت عوامل الضعف والتراجع العربي في هذه المرحلة.
إذ أن مسألة التوحد أو الاندماج السياسي بين الهويتين لا يعني أن تتم وفق ضرورات الأمر الواقع، أو وفق شروط القوة الصهيونية، لأن رفض التوحد بين الهويتين المتناقضتين لا يعود إلى الحق التاريخي للفلسطينيين والعرب في مدينة القدس وكل فلسطين فحسب، ولكنه يمثل في الحاضر والمستقبل بصورة واعية تستند إلى أن وجود الفلسطينيين ومستقبلهم مرهون بالانتماء إلى محيطهم العربي في المكان والزمان، وهو وجود يعبر عن انتماء عضوي عميق لا تؤثر فيه الهزيمة المؤقتة أو عوامل القوة الصهيونية في اللحظة الراهنة في عالم متغير يقول لنا ببساطة إن المستقبل هو للأمة العربية شرط امتلاكها عناصر القوة والنهوض، وهو مستقبل يعكس نفسه على الفلسطينيين بما يعزز استحالة اندماجهم في إطار الهوية الصهيونية التي لا تتضمن في داخلها مقومات مستقبلها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *