سوشون وقضية المهدي بن بركة: دور الشرطة الفرنسية المثير للجدل
سوشون وقضية المهدي بن بركة: دور الشرطة الفرنسية المثير للجدل
يشير اسم سوشون (Souchon) في ملف المهدي بن بركة إلى المفوض لوي سوشون (Louis Souchon)، الذي كان رئيسًا لفرقة مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية الفرنسية. لعب سوشون دورًا بالغ الأهمية، ولكن مثيرًا للجدل، في الأيام التي سبقت وبعد اختطاف بن بركة.
دور سوشون في القضية:
جهة الاتصال الأولى مع المتورطين: كان سوشون هو الضابط الفرنسي الذي دخل في اتصال مباشر مع العناصر المغربية (خاصة الجنرال أوفقير وأحمد الدليمي)، ومع المجرمين الفرنسيين المتورطين في العملية، مثل أنطوان لوبيز (الذي كان يعمل كعميل مزدوج للمخابرات الفرنسية والشرطة، بالإضافة إلى صلاته بالمغاربة).
تسهيل عملية الاختطاف (التواطؤ المزعوم):
يُتهم سوشون بأنه سهّل عملية اختطاف المهدي بن بركة من خلال توفير غطاء من الشرطة. لقد أرسل عناصر من فرقته (التي كان يُعرف بعض أفرادها بعلاقاتهم مع المجرمين) للمشاركة في عملية "الاعتقال" المزعومة لبن بركة في شارع سان جيرمان بباريس.
تم إيهام بن بركة بأنه يتم اعتقاله من قبل الشرطة الفرنسية في إطار إجراءات قانونية، بينما كان في الواقع يتم اقتياده إلى عملية اختطاف وتصفية.
العلم المسبق والتقاعس:
أظهرت التحقيقات أن سوشون كان لديه علم مسبق بنية المغاربة في "السيطرة" على بن بركة (وقد يكون المصطلح الأكثر دقة هو اختطافه)، لكنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الجريمة أو حماية بن بركة.
هذا التقاعس، أو التواطؤ، من قبل مسؤول في الشرطة الفرنسية هو ما أثار غضب الرئيس شارل ديغول، الذي اعتبره خيانة لسيادة الدولة الفرنسية.
المحاكمة والإدانة:
تمت محاكمة سوشون لدوره في القضية. وقد أُدين بتهمة التواطؤ في اختطاف المهدي بن بركة.
حُكم عليه بالسجن، مما أكد تورط جهاز الشرطة الفرنسي في هذه الجريمة المروعة.
أهمية دوره:
دور سوشون كان حاسمًا لأنه يوضح كيف تمكنت الأطراف المتورطة من استخدام الغطاء الرسمي للشرطة الفرنسية لتنفيذ عملية الاختطاف. تورطه أظهر مدى اختراق الأجهزة الأمنية الفرنسية من قبل عناصر فاسدة أو متعاونة مع قوى أجنبية أو عصابات إجرامية، وهو ما مثل فضيحة كبرى للدولة الفرنسية في عهد ديغول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق